سالم النو
ان الصراع بالسودان منذ تاريخ الاستقلال بفترة زمنية وحتي الآن تحصد رحاهو الشعب في أطراف السودان.
فكل السلطات المتعاقبة عجزة في إيقاف الحرب بسبب الاستبداد السياسي وضعف الأفق الفكري والمعرفي فالحديث عن السلام فب ظل غياب الحريات والحقوق تصبح الفكرة جريمة، وقول الحق الطريق الأسرع نحو الموت والهلاك، مادام في النهاية سيعارض نزوات الحاكم المستبد، وتقصيره في إدارة شؤون الشعب، وتحقيق متطلباته الحياتية.
فالصراع بالسودان لكل دورة سلطوية يعطل الدستور، والقوانين الناظمة للمجتمع، ويكلها لأهواء الحاكم وشطحاته؛ مما يؤخر الاقتصاد، ويعدم التنمية البشرية؛ وهذا يؤدي بدوره إلى إضعاف روح الانتماء والاندماج الوطني ونفاد العزيمة، وركون الأفراد لسلوك الفشل والسخط. وبلغة ابن خلدون تؤدي سياسة الظلم إلى خراب العمران وفساد الدولة وزوال الملك.
جميع الثورات التي قامت ضد سلطوية الحكام بالسودان بشقيها العسكري والمدني وتجبره، وانفراده في السلطة وما لحقها من فواجع، مازالت تلقي ضلالها على واقعنا، تشبه إلى حد مطابق نزاعات أهلية و طائفية في تاريخنا الحديث.
أما تأثيره على الدين؛ فإنه يفقده حركتيه الجماعية في إقامة القسط، وتعزيز الأخلاق، ويختصره في شعائر العبادة.
نرى أن الدولة الإسلامية والدولة القومية العلمانية قد تداولت على السلطة ولكن دائماً النتيجة كانت واحدة ليس هناك اختلاف في الجوهر، ولكن قد يكون ذلك موجود في المظهر؛ أي أن المعسكرين الإسلامي والعلماني جرب نفسه في الحكم، ولا يجوز لأي منهما تكفير الآخر سياسيا وإلصاق به تهمة عدم القدرة على الخروج بالأمة من محنتها، هذا الاختزال في تفسير واقع الأمة، هو من يقود شبابها، ورجالها إلى الانتحار الجماعي؛ نتيجة التأثر بأيدولوجيات تكفيرية متبادلة من جميع القوى السياسية، والفكرية والدينية حتى بات كل شخص يعيش على الأرض السودان مشروعا لموت قادم، تحت مسميات تخفي تحت اقنعتها الوصول إلى السلطة والاستئثار بها.
كل الحكومات التي مرة علي حكم السودان منذ تاريخ الاستقلال أثبتت فشلها تماما؛ لأنها لم تعِ مدى خطورة الصراع وقدرتها على إفشال الدول؛ فعززت سلطة الفرد، وغيبت المبادئ الدستورية، وقيدت تطبيق القانون. فالتجربة الإسلامية ليست أفضل حالا مما نعيشه اليوم اذا لم يتحقق السلام اولآ، ولكن الفرق يكمن ما بين المعاناة الحية، وتلك المعاناة التي تسطر كتاريخ، ولن أطيل كثيراً في السرديات التاريخية، بل سأذكر بعض النقاط التي تعري التجربة الإسلامية في السلطة؛ فالذي عانته السودان إبان الاستقلال منذ تاريخ موسسة الرق من قتل على الهوية السودانيه وتغير ديموغرافي، وحروب إبادة.
فجميع الثورات التي قامت ضد سلطوية الحكام السودانيين في عامي 1964_1985م، وانفراده في السلطة وما لحقها من فواجع، مازالت تلقي ضلالها على واقعنا، تشبه إلى حد مطابق نزاعات أهلية و طائفية في تاريخنا الحديث، وآخر تجربة الحركة الإسلامية بشقيها الوطني والشعبي أورثتنا الجهل والتخلف والمرض واعدمت الحركة الثقافية والفكرية وجففت منابعها من اجمام أي فكرة
أما الفساد الاقتصادي والإداري أسقط الدولة في عجز اقتصادي كبير، لم تستطيع الضرائب المحصلة من الرعية سد العجز؛ مما أجبرها أن تستدين من دول الغرب، وتأخذ القروض التي كانت السبب وراء سقوط كل الأنظمة ، والتنازل أراضيها كالفشقة وحلايب وشلتين وتيسي لصالح دول الجوار.
كل ذلك فشل الأنظمة ادي لاحتلال في ميزان السلطة والثورة وانعدام التنمية الشاملة المتوازنة مما أدي لظهور حركات مناهضة للسلطة منذ أحداث توريت والأنذار،، ماكان من الجميع غير أن نجهد فكرنا في تحقيق السلام الذي يحفظ حرية الإنسان السوداني وكرامته، ويفتح الباب أمام حرية الرأي، والتعبير لمراقبة أعمال الحكومات المتعاقبة، ومحاسبتها على التقصير.
ولكن ما لبثت هذه الدول التي فرض عليها الاستعمار حدود و جغرافيات مستحدثة أن عادت إلى الاستبداد مع القوميون والعلمانيون الذين كرسوا الاستبداد والظلم السياسي بصورة أكثر إحكاما عبر مفهوم الدولة الشمولية، ففرضت أجهزة رقابة صارمة على مواطنيها تحت ما يعرف بجهاز الأمن وقوانين النظام العام حتى هووا بنا إلى المراتب الاخيرة في كل تصنيف يعبر عن تقدم الحضارة البشرية ودورها في تطوير وتفعيل حياة الإنسان، حتى بتنا لسنا أموتا ولسنا أحياء، وما نحتفظ به من حق الحياة فقط لمعايشة الألم.
لا مناص من الاستفاقة والبحث عن مسار جديد يخرجنا من التخلف، وظلاميته الدامسة، والابتعاد عن عقلية الاعتذار أو العودة لتكرار تجارب سلطوية سابقة؛ أدت إلى انحطاطنا وفشلنا.
لابد من إنهاء الصراع على السلطة فكريا وتعيين نموذج ديمقراطي يوافق حالتنا للانبعاث من جديد، وإيجاد نقطة انعطاف للمرور من الانحطاط إلى الصعود، وتحريك التنمية الاقتصادية وتحريك عجلة الثقافة “لن ينتصر اي شعب دينيا إذا لم ينتصروا دنيويا، فلابد أن يكتشفوا الكون، ويسخّروا المادة لتكون في خدمة مصالح الشعب السوداني
لذا علي الشعب السوداني الوقوف علي رجليه بكل عزيمة لوقف الصراع بكل اطرافة وبناء السلام الشامل اولآ لينعم بحياة أمنه ومستقرة.
هذة الثورة العظيمة ثورة 13سبتمبر إذا لم تحقق السلام اولآ لم تحقق أدني استحقاق النمو والتقدم.
علينا كشعب سوداني دعم عملية التفاوض بجنوب السودان لتحقيق السلام العادل الناجز للأبد.
لذلك ندعوكم كشعب محب لوطنةلمواصلة النضال الثوري والضغط لبناء السلام، فالمشوار لم يكتمل إذا لم يتحقق السلام بالسودان.
وهنا أخص شعب المناطق الصراعية الخروج لمواكب مساندة المساعي بجنوب السودان لوقف كل أنواع الانتهاك وتحقيق العدالة كاكبر تحدي يواجة السلطة الانتقالية اليوم..