القارئ الجيد والفطن والمتابع لمجريات الجياة في السودان هذه الأيام يستطيع أن يتنباء بضرورة إجراء التغير حتي تستمر الحياة لوصولها درجة إستحالة التعايش مع حالة الغلاء والركود الاقتصادي الذي ينتابُ البلاد الأن.الحياة غير متكافئة بين الدخل والمنصرف لحوالي تسع تسعون في المائة من الشعب، من يتقاضى راتباً شهرياً مقداره سبعمائة وخمسون جنية تجد ما يصرِفه حوالي أثنين مليون جنية، ومن يأخد راتباً شهرياً حوالي أثنين مليون منصرفه حوالى أربعه مليون .. الخ , السؤال من أين يتم تغطية الفرق؟ مهما كبُرَ وتعاظم الراتب في السودان فلن يكفي المنصرفات الهائلة على رب الاسرة والسؤال كيف يستطيع رب الاسرة تغطية المنصرفات؟ سؤال لكل رب اُسرة في السودان. المدارس والترحيل ومستلزمات الدراسة قضت على الأخضر واليابس ما أكاد اجزم به هو انتزاع الخوف من قلوب الناس والتكلم صراحة في كل سبل المواصلات، لا موضوع ياخذ حيذاً أكبر من إرتفاع المعيشة وعدم المقدرة على الموازنه بين الدخل والمنصرف ووصول الحال حالاً لا يمكن السكوت عليها. وعندما سالت أحد المواطنين أنتوا الأن عايشين كيف؟ فكان رده صاعقاً ” يا ولدي بقينا حرامية عديييييل”. توقُف عجلة الإنتاج في معظم البلاد وإمتهان الناس المهن الهامشية وتكد سهم في العاصمة فاقم من المشكلة وأصبحنا شعبٌ مُستهلك قمح، خضروات، وحتى الفواكة ناهيك عن الدواء والمواد البترولية …الخ.
على القائمين بأمر الدولة أيجاد المخرج الملموس للغلاء الذي يضرب البلاد والعباد وفق خطة وإستراتيجية إقتصادية مدروسه برفع ميزان الصادرات للحصول على العملات الصعبة لشراء أساسيات الحياة من دواء ومواد وبترولية والضروريات الحياتية الاخرى. وعلى الدولة إيجاد المشاريع التي تدعم معيشة المواطنين اليومية وتسهيل سُبل كسب العيش بتيني المشاريع الإنتاجية زراعية ورعوية ومشاريع ذات عائد مادي يومي. لأن القبضة الحديدة من قبل الأجهزة الأمنية والدولة غير كافية لحماية الجياع من الثورة عليهم، لأن الجوع كافر كما يقول المثل. وحتي لايمتهن معظم الناس مهنة السرقة والاختلاس والإحتيال ادركوا البلد قبل فوات الأوان وقبل ثورة الجياع التي لو إندلعت سوف تقضي عاى الأخضر واليابس. اللهم أشهد إني بلغت، والله من وراء القصد. د. إبراهيم عبد الله أحمد أبكر