الدكتور حمدي عبدالرحمن
في مثل هذا التوقيت من كل عام أتذكر نتائج امتحانات بعض المدارس التي كانت تسمح للطلاب بالانتساب من منازلهم وكان من المعتاد أن نسمع عبارة لم ينجح أحد. مؤسسة محمد إبراهيم التي أرسى قواعدها رجل الأعمال السوداني المقيم في بريطانيا ويحمل جنسيتها بدأت تقليدا جديدا في عام 2006، لتقديم جائزة لأفضل رئيس أفريقي متقاعد. وتسعى هذه الجائزة إلى مكافأة أحد رؤساء الدول أو الحكومات المتقاعدين في أفريقيا بحيث يكون قد ترك منصبه خلال السنوات الثلاث الماضية على إعلان الجائزة. ويشترط أن يكون الرئيس قد “تم انتخابه ديمقراطيا وأمضى فترة حكمه وفقا لما ينص عليه الدستور.”وتوجد لجنة اختيار تضم شخصيات مرموقة برئاسة الدبلوماسي التنزاني والأمين العام السابق لمنظمة الوحدة الأفريقية سالم أحمد سالم.
ويتم منح الفائز مبلغ خمسة ملايين دولار تصرف على مدار عشر سنوات، بالإضافة إلى منحه ما يربو على مائتي ألف دولار سنويا بقية حياته. إلى جانب ذلك التمتع بمزايا الانضمام إلى نادي حكماء القارة الأفريقية حيث يدعى لإعطاء محاضرات وكلمات افتتاحية في مؤتمرات الحوكمة في مختلف أنحاء القارة . تنافس على جائزة 2016 أربعة رؤساء سابقين هم جاكايا كيكويتي من تنزانيا، وجون ماهاما منغانا، و أرماندو جويبوزا من موزامبيق وجودلاك جوناثان من نيجيريا. وبالقطع خرج من دائرة المنافسة الطغاة الذين خلعهم الشعب في بلدانهم مثل بليز كومباوري في بوركينا فاسو، الذي خلعه البوركيانبيون عنوة في عام 2015، ويحيى جامع في غامبيا الذي حاول التمسك بأهداب السلطة رغم خسارته الانتخابات ،ثم تمت إزاحته بالقوة في ديسمبر 2016 بضغط من الايكواس.
تاريخ الجائزة
فاز بها أربعة رؤساء فقط منذ عام 2006 هم: الرئيس هيفيكوبوني بوهامبا من ناميبيا (2014)، والرئيس بيدرو بيريس من كيب فيرد (2011)، والرئيس فستوس موجاي من بوتسوانا (2008)، والرئيس جواكيم تشيسانو من موزامبيق (2007). ومن المعروف أن أيقونة التحرر من نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا نيلسون مانديلا قد حصل على الجائزة الفخرية لمؤسسة محمد إبراهيم في عام 2007.
والملاحظ أن قلة عدد الرؤساء السابقين في أفريقيا تضع لجنة الاختيار أمام معضلة حقيقية من أجل ضمان تطبيق المعايير في ضوء قلة عدد المتنافسين. وعليه سوف يصبح الشعار الذي ترفعه المؤسسة ونحن من ورائها هو:”البحث عن رئيس سابق ” في أفريقيا. لا أدري لماذا يتمسك الرؤساء بالسلطة حتى آخر نفس في حياتهم حتى أن موجابي وهو في الثالثة والتسعين من عمره يعتزم الترشح مرة أخرى في العام القادم. عجبا لهؤلاء
صوت الهامش