الطيب محمد جاده
قد يستغرب البعض من عنوان هذا المقال ، وقد أتعرض لبعض السب والشتم من المخدعين بالمدينة ، ولكن في قناعاتي من أراد قول الحقيقة في عليه تحمل كل شيء . الوصول الى الكرسي لقد أصبح امنية لدى كل احزابنا المتطفلة ، ولعل ظاهرة ثورة ديسمبر المجيد مجرد محاولة للانتقال من دولة الكيزان العنصرية التي عشناها ثلاثون عاما في ظل القتل والتشريد والاغتصاب إلي دولة شبه مدنية تدار بين العسكر وبعض الاحزاب اليسارية التي خدعة الشعب بأسم المدنية ، وظل الشعب المغلوب علي أمره يهتف مدنياووووا مدنياووووا . الاشكالية الأبرز التي تواجه الثورة في السودان هي الأحزاب التقليدية التي ترغب في الحصول علي السلطة ، ومع احتمالية المعاناة يكتشف الشعب أن هذه الأحزاب هي صورة طبق الأصل في الإقصاء والاستهتار بأنسان الهامش ، عندما تصبح وعود الحكومة الجديدة مجرد عناوين تلفزيونية فهي لا تختلف عن سابقاتها . دولة الأحزاب التي تجمعها توافق المصالح الحزبية لا توافق المصلحة الوطنية ، هذه الأحزاب لا تصل بنا الى فكرة الدولة ، ولا تتجاوز منطق المحاصصة ، وهذا يبدأ من الوظائف الصغيرة وحتى الوزارات الكبيرة ، ومثل هذا الشجن لا يعيد ترتيب البيت من جديد ، ولا يخلق دولة قادرة على الوقوف أبدا ، وعاجزة عن صناعة حكومة تستطيع حل أزمة المواصلات نهيك عن باقي الأزمات . وهذه الاحزاب تريد الانخراط السياسي من صوت الشارع ونبض الظل المغيب طوال العقود الماضية ، الدولة العلمانية لا تختلف عن الدولة الإسلامية في السودان الدينية كلاهما من مسار اقصائي واحد . المعاناة الكبرى التي يعيشها شعب الهامش هي معاناة واحدة سرقة ثورته ، فمعلوم أن الثورة في السودان تعيد انتاج النفايات بشكل ولون جديد .
كاتب سوداني
شرده الظلم والإقصاء