بقلم ابوهريرة عبدالرحمن أحمد ابراهيم
الأخوان المسلمين بالسودان (الكيزان) ليتهم يخجلون وهم يعايرون أستاذ القانون الدستوري الرئيس التونسي قيس سعيد الفائز بنسبة 70% من أصوات التونسيين في الانتخابات بأنه إنقلب على القيم الديمقراطية حين فعل المادة (80) من الدستور التونسي توقياً من الخطر الداهم. كيف لرئيس منتخب أن ينقلب على نفسه، في الوقت الذي فاز حزب النهضة (الإخواني) بنسبة 21% من الأصوات، وهم يعلمون بسقوط قلعة الأخوان في تونس يبدو أن الأبواب قد سدت في وجه جماعة “الإخوان المسلمين”، حتى عاصمتها البديلة، إسطنبول.لم تعد مدينة ترحب بالهاربين منهم، بعد اقتلاعها من مصر في العام 2013 ومن السودان في العام 2019. وها هي تونس في 2021 تعلن وفاة سلطة الإخوان آخر حصونها المتهاوية.
تناقض ,,الإخوان،، السودانيين !
السؤال هل ابتلعت القطة ألسنتكم طوال الـ30 عام الماضية منذ استيلاء الحركة الإسلامية على السلطة الدستورية في السودان بقوة الدبابات ليلاً بواسطة شيخهم وإمام حرياتهم أستاذ القانون الدستوري السربوني (حسن عبدالله الترابي) العقل المخطط والمدبر والمنفذ لإنقلاب (الكيزان) المشؤوم على الديمقراطية في البلاد! بعد ما نال تنظيمه 6% فقط من أصوات الشعب السوداني في آخر انتخابات ديمقراطية في العام 1986. هذا هو التاريخ الحقيقي للشيخ الترابي مدعي الفضيلة الخبيث المتناقض، إذ أوصى (المحكوم عليه باللصوصية) عمر البشير قائلاً ,, اذهب أنت إلى القصر رئيساً وأنا أذهب للسجن حبيساً،، أين كنتم وأين كان نقدكم هذا طوال عهدهم البائد؟ كنتم دائماً وابداً انقلابين (مندغمين) تمكيناً، قمتم بفصل أساتذة الجامعات وطرد المبدعين وإحالة الشرفاء للصالح العام من أجهزة الشرطة والقضاء والإعلام والجيش والمصارف واستبدالهم باسلامين موليين وبهذه الطريقة غيرتم جهاز الدولة ليصبح تابعا لكم، تمكنتم من سرقة المال العام وإستباحة السلطة وقتل الشعب لتأمين ونشر مشروعكم الرجعي الظلامي المتخلف؛ أيعقل بعد قتلكم الأنفس البريئة إبادة في بقاء السودان كما قال رأس النظام البائد البشير قتلنا فقط 10 ألف شخص؟ يا للهول! و تتباكون في الوقت نفسه بمظلومية على حق الشعب التونسي والمصري في اختياره السياسي الحر في إسقاط اذنابكم في دولهم؟.
جماعة الإخوان المسلمين جماعة فاشية (مؤتمر وطني، مؤتمر شعبي، إصلاح، حزب دولة القانون خاطف لونين، بطيخ إسلامي..الخ) جميعهم حلقات من نفس البذرة الإخوانية الشيطانية ما هيتها الإتجار بالدين والتي لا تؤمن بالأوطان لديهم نفس القناعات يتبنون أفكار (سيد قطب و المودودي وحسن البنا وبن لادن ابوبكر البغدادي، والظواهري، القرضاوي ..الخ) ويعلمون بأن لا محل لحم في هذا العصر لذلك تكتيكياً يتبادلون الأدوار. بفكركم الشيطاني فصلوا جنوب السودان بعد ما بذور فيه بذور الفتنة والشقاق بين أبناء الوطن الواحد هدفهم في ذلك ممارسة الوصاية على شعب جنوب السودان بغرض (كوزنتهم واسلمتهم و استعرابهم قسرياً من أجل إقامة نظام ديني ثيوقراطي في البلاد (خلافة اسلامية) وهذا ما لم يحدث ولن يحدث ابداً؛ مارستم الابادة الجماعية ضد سكان في دارفور من أجل المحافظة على سلطتكم الآفلة، وجرائمهم تتنوع وتتعدد لا تزال تتناقلها الأجيال في جبال النوبة والنيل الأزرق، فتحتم بيوت الاشباح لتعذيب المعارضين في وسط الخرطوم؟ بل سفكتم دماء الشعب بدم بارد لم ينجوا من ذلك حتى من تعرفوهم قتلوهم بدم بارد ودونكم داؤود يحيى بولاد، خليل ابراهيم.. الخ. سرقتم المال العام واكتنزتم الوظائف العامة حكرا لكم وجعلتم من السودانيين ضيوف في دولتهم وكل من جاهر بالحق ألقمته حجراً كما الضباع ! ثم يحدثوننا عن الحريات في تونس فتخيل (قوة العين) ؟؟
تتحدثون عن الدولة المدنية والقيم الديمقراطية في تونس منذ متى كنتم تؤمنون بها؟ قطعت جماعتكم الكيزانية أوصال البلد الواحد (جنوبا وشمال) من أجل أجنداتهم السلطوية، أن تاريخ جماعة الإخوان المسلمين طوال الثلاثين عاما تاريخ مغذي وكريه لم يراعي حرمات أو كرامة، ديدنهم منذ عهد مصالتهم الانتهازية مع مع النميري في العام 1977 كانت (قيدومة) (تمكينية) من أجل الانقضاض على السلطة فالغاية تبرر الوسلة لديهم فمثلا تولى حسن الترابي وزارة العدل، وتولى أحمد عبد الرحمن وزارة الداخلية هل كان نظام النميري وقتها نظاماً ديمقراطي ولماذا لم تحدثكم نفسكم عن الديمقراطية وقتها؟؟
(الكيزان) غير مؤهلين أخلاقياً وسياسياً للحديث عن القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان في تونس أو خلافه، انظروا الفضائح التي يبثها التلفزيون القومي بعد الثورة ديسمبر المجيدة برنامج (بيوت الأشباح) الذي وثق انتهاكات جهاز أمنكم، بما فيها اغتصاب الرجال والنساء دونكم حلقة تعذيب البروفيسور (فاروق محمد ابراهيم)، وغرس مسمار في رأس الطبيب (علي فضل) وإدخال الخازوق في دبر المعلم (أحمد الخير).. وحين سأل القاضي احد الجناة وعمله عرف نفسه بأنه أخصائي إغتصاب!؛ الأخوان المسلمين تنظيم جماعة رجعية لا تؤمن بالقيم الديمقراطية ولا بالدولة المدنية ولا بالتنوع الديني والعرقي والثقافي ولا تؤمن بحقوق الإنسان ويعتبرون المرأة (عورة) يستخدمون الدين في تشريع القتل وسفك الدماء تحت عباءة الإسلام دونكم برنامج (ساحات الفداء) الذي يقدمه القاتل (إسحاق أحمد فضل الله) قبيل زوال دولته الكيزانية الملعونة إلى الأبد، هذا هو تاريخكم لا تستطيعون إنكاره لذلك لا يزايد علينا أحد بالدولة المدنية والقيم الديمقراطية والبقاء للإسلام السمح المعتدل المنير لعقول البشر.