الخرطوم – صوت الهامش
كشفت صحيفة نيويورك تايمز في تحقيق استمر ستة أشهر عن تورط قادة من قوات الدعم السريع في ارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين في السودان. وركز التحقيق على توثيق الانتهاكات التي ارتكبها أفراد من قوات الدعم السريع، مستعرضاً مقاطع الفيديو التي أظهرت العديد من قادة القوات أثناء ارتكابهم جرائم ضد الإنسانية في مناطق مختلفة من السودان.
تمكنت الصحيفة من تحديد هوية نحو 20 من القادة الرئيسيين في قوات الدعم السريع، وعُثر على أدلة تثبت تورطهم في تنفيذ هجمات على المدنيين، فضلاً عن تدمير المستشفيات والمدارس واستخدام المجاعة كسلاح حرب. وقد اعتمد التحقيق على تحليل دقيق للصور والفيديوهات التي تم نشرها من قبل الجنود والقادة أنفسهم، بالإضافة إلى شهادات الضحايا الذين فروا إلى معسكرات اللاجئين في تشاد.
وأشار التحقيق إلى أن العديد من قادة قوات الدعم السريع، الذين كانوا ينفذون الأوامر من أعلى المستويات، لم يُحاسبوا حتى الآن على أفعالهم الإجرامية. ويُعتقد أن تلك الأدلة قد تكون أساساً لملاحقات قانونية دولية ضد هؤلاء القادة في المستقبل.
وقالت “بيث فان شاكاك”، المسؤولة في وزارة الخارجية الأمريكية المعنية بالعدالة الجنائية الدولية، إن الولايات المتحدة مستعدة للنظر في مقترحات توسيع ولاية المحكمة الجنائية الدولية لتشمل كافة أنحاء السودان بدلاً من اقتصارها على دارفور.
و أشارت إلى أن إدارة ترامب كانت قد فرضت عقوبات على المحكمة وبعض موظفيها في وقت سابق، ما يجعل موقف الإدارة الأمريكية الحالي من المحكمة موضع شك.
كما أكدت الصحيفة أن الأدلة التي تم جمعها قد تساهم في تحقيق العدالة عبر محكمة الجنايات الدولية، رغم التحديات التي يواجهها التحقيق في ظل استمرار الصراع في السودان ووجود قوى دولية متعددة تساهم في تأجيج الحرب.