الخرطوم _صوت الهامش
أعربت إسرائيل عن قلقها من تقارب شريكها في اتفاقيات أبراهام، السودان، مع إيران، في وقتٍ تشهد فيه البلاد حربًا أهلية منذ عام 2023، بحسب ما أفادت هيئة البث الإسرائيلية “كان” اليوم الأحد.
وقالت الهيئة إن القائد العام للجيش السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، أعاد العلاقات الدبلوماسية مع طهران في يوليو 2024، بعد قطيعة دامت منذ 2016، وتلقى منذ ذلك الحين دعمًا عسكريًا من إيران في صراعه ضد قوات الدعم السريع.
ونقلت القناة عن مصدر مقرّب من البرهان قوله إن الأخير كان يأمل في الحصول على دعم عسكري من إسرائيل لمواجهة خصمه في الحرب، لكنه أصيب بخيبة أمل بعد أن لم يتلقَ أي مساعدة، ما دفعه للجوء إلى طهران.
وأوضح المصدر أن “السودان مضطر للتعاون مع أي طرف يمده بالأسلحة”، مضيفًا أن “الفرصة متاحة الآن لكل من يرغب في مساعدة السودان، علنًا أو سرًا”. وأكد أن “الخرطوم كانت تتوقع المساعدة من إسرائيل، وهو ما كان سيشكل تحولًا حقيقيًا في العلاقات الثنائية”.
وأضاف أن “تخلّي الأصدقاء عن السودان تركه بلا خيار سوى إيران، التي استغلت الفراغ”.
وفي ديسمبر الماضي، أفادت وكالة “بلومبرغ” بأن إيران زوّدت قوات البرهان بطائرات مسيرة، وهي ذات النوعية التي استخدمتها طهران لدعم روسيا في حربها بأوكرانيا.
وتمكّن البرهان، في نهاية مارس، من السيطرة على العاصمة الخرطوم بعد معارك مع قوات الدعم السريع.
وبحسب التقرير، فإن تعاون السودان مع إيران التي تعادي إسرائيل علنًا – يثير قلق الحكومة الإسرائيلية، خاصة في ظل فشل تطور العلاقات الثنائية منذ إعلان التطبيع في أكتوبر 2020، خلال ولاية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
وكانت الخرطوم قد وافقت حينها على تطبيع العلاقات مقابل شطبها من قائمة الدول الراعية للإرهاب، والحصول على مساعدات مالية، من بينها خمسة ملايين دولار من القمح أعلنت عنها إسرائيل، إلى جانب استثمارات في مجالات التكنولوجيا والزراعة.
لكن منذ اندلاع الحرب الأهلية في 2023، لم تُحرز العلاقات تقدمًا يُذكر، وسط تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد، وتورط عدة أطراف إقليمية ودولية في الصراع، من بينها مصر، ليبيا، روسيا، قطر، تشاد، وإيران، في حين تدعم السعودية والإمارات طرفين متعارضين.