يراه البعض بعيدا ونراه قريبا المعطيات الماثلة والمتغيرات التى تحدث على الخارطة الدولية والاقليمية والسياسية. وارادة ماما امريكا وسياسة العصاة والجزرة (الهبوط الناعم) والجولات الماكوكية التى يقوم بها المبعوثين الدوليين والاقليميين بين الحين والاخر والحج بدون طواف او سعى او الوقوف على صعيد عرفة الطاهر الى بلد الصالح النجاشى ملك الحبشة وتجمع الاخوة الاعداء وتلاقى الفرقاء والخطبة الماخمج والزواج القسرى (تحلبى ولا نكسر قرنك) كل هذه الدلائل تشير الى قرب المصالحة الوطنية وقطارها المتهالك الذى يئن من هذا الحمل الثقيل وعدم امانة الكمسارى( امبيكى) الذى لا يجيد سوى الاختلاس والرشوة والاكل من بقايا موائد الجبهجية والسائق الذى يغط فى نوم عميق(عامل نائم) وامراض السودان المزمنة والمستعصية التى حيرت بله الغائب الي محطتة الاخيرة (الله يستر من الانزلاق فى الهاوية) ان المصالحة الوطنية والتى غالبا ما تحدث بين خصمين سياسيين او فصيلين متحاربين او اكثر ويطلق عليها مجاذا اسم عملية السلام فهناك بون شاسع بين المفردتان فى المعنى فالمصالحة الوطنية هي العتبة الاولى فى سلم هذه العملية الشائكة التى تحتاج الى اردة قوية وعزيمة فاالسلام كلمة شاملة وهو اسم من اسماء الله عز وجل ودائما يكون مصحوبا بالعدالة الانتقالية وهي تعويض الضحايا وجبر الضرر واعتذار الجناة واعطاء كل ذى حق حقه والامتثال الى عدالة الارض بعد عدالة السماء مع العلم ان ثقافة الاعتذار والاعتراف بالذنب واحترام عقول الغير والايثار هذه المفردات الجميلة التى يتحلى بها اصحاب الضمائر الحية والقادة الذين يسعون لتحيق امأل واشواق شعوبهم المستضعفة والمكتوية بنار الطغاة فهى عملة نادرة فى وطنى الجريح السودان فكيف اذا كان القاضى والجلاد هو الطاغية اضافة الى انعدام القيم والاخلاق الفاضلة عند بعض المتسيسون قد يعتبرنى البعض متجنيا وقاذفا ولكن اذا تمعنا المشهد السوذانى الكئيب منذ الفرية الكبري التى تسمى بالاستقلال فى العام 1956 نجد ان هؤلا المجرمون قد اضاعوا حقوق الشعب السودانى (كثيروا الحديث قليلى الفعل) وقد ظل مصير الوطن يخضع لامزجة عديمى البصر والبصيرة وانصاف المتعلمين والوصوليون والعنصريون الذين يتمشدقون ويزمجرون ويتوعدون كالديناصورات الورقية التى ترتعد منٍ بكاء الاطفال ونواح النساء وانين المعتقلين داخل زنازينهم فكيف بالرياح العاتية .ان تجارب المفكرين واصحاب العقول النيرة الذين يملكون الفكر مااكثرهم فى وطنى ويستطيعون تشخيص السقم ثم يصفون الجرعات المفيدة التى تداوى جراحنا اولئك هم قادة الشعوب الحقيقيون وحداة الركب كما ان احتكارية المناصب وعدم وضع الشخص المناسب فى المكان المناسب هي احدى السلبيات التى لازلنا نتجرع مرارتها كالحنظل وانها السبب الرئيسى فى اشعال تلك الحروب والثورات فى وطنى الكليم فبعد كل المنعطفات التأريخية الاليمة, قام شيطان العصر الحديث المدعو الترابى ونفاياتة بل مخلفاتة الكريهة بسرقة السلطة ليلا فى غفلة من الاحزاب الضعيفة عديمة الرؤية وفقيرة التجربة ديدنها العبودية والاقطاع الحديث والممنهج (كحزب الامة فى الجزيرة ابا والاتحادى فى شرق السودان) وفى غياب تام لقوى اليساروانزواء بعض المفكرين فعاث فسادا من خلال مشروعه العقائدى الاقصائى فارتكبوا من الاخطاء ما تنؤ عن حمله الرواسى كذبوا ثم سرقوا ثم نهبوا ثم ابادوا الشعوب الافريقية الاصيلة فى دارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان وهدموا صرح الخدمة المدنية ثم المشاريع التى كانت عماد اقتصاد السودان والاهم من ذلك القيم والاخلاق التى كانت رمزنا وعزتنا استنادا على مشروعهم الاسلاموى والعروبى الذى يمول من المجلس الاسلاموى العالمى ولم يسلم منهم حتى بنى جلدتهم وشركائهم فى الجريمة ومن بعد ذلك مارسوا سياسة تكميم الافواه وتخوين كل من صدح بكلمة حق فى وجههم القبيح وقد استمالوا بعض ضعاف النفوس من اهل الهامش لاستخدامهم فى ذيادة معاناة اهلهم (تلك اذن قسمة ضيزي) ان الجبهجية كل الدلائل والمؤشرات توحى بانهم يعانون من بعض الامراض النفسية اوانهم غير متصالحين مع انفسهم ولايجيدون الا حياكة المؤامرات واذكاء نار الفتنة وهذا يجعلهم لايرون الا ما تراه اعينهم ولايستمعون الى الغير ان افعالهم اللااخلاقية والتى تتنافى مع المثل والقيم هى التى ادخلت هذا الوطن الجريح فى هذا النفق الضيق والعزلة الدولية وعداوة الدول المحبة للسلام والمحبة وجعلتهم يرتمون فى احضان اعداء الانسانية من دول محور الشر كاايران والتنين الصينى الذى لايصدح بكلمة حق اما اذا نظرنا الى حال الحركة الشعبية(ش) فهى ايضا تعانى من بعض الامراض السياسية اولها عدم الشفافية من البعض واخضاع المشروع لامزجتهم مما افرز بعض المرارات التى انتجت بعض الاصوات التى بدا يعلو صوتها اخيرا (الاغلبية الصامتة )(الاصلاح التظيمى والهيكلى) وبعض القيادات الميدانية التى فضلت الانسلاخ والارتماء فى احضان النظام رغم جبروتة (دانيال كودى تابيتا بطرس محمد يونس عبدالله على وبعض الضباط الذين تخندقوا فى منازلهم) هذا على سبيل المثل وليس الحصر كلنا يعلم ان الثورات غالية المهر ولايستطيع دفعه كل انسان الا الاقوياء الذين يؤمنون بعدالة قضيتهم ويفضلون مصلحة الشعب على انفسهم واسرهم . لماذا لا ننكأ الجرح الان لنتحسس مكامن الخلل هناك بعض الاخطاء التى نرتبكها عن قصد او بدون قصد ولكن احيانا نركض خلف الاخوة الاعداء الجبهجية وننتهج نهجهم ونمارس بعض افعالهم(لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلنا ورائهم) س ممارسة النقد الذاتى والاستماع للصوت الاخر من اسمى خصال العظماء(المؤمن مرأة اخيه) والجلوس الى شركاء النضال والكفاح والحوار البناء والنقاش المثمر به كثير من الفوائد العظيمة التى سوف نجنى ثمارها عاجلا ام عاجلا بذلك نكون قد حققنا مطالب اهلنا ورفاهية بلادنا ورفعتها كما ذكرت انفا ان قطار السلام المتهالك وحسب الارادة الدولية وليست السودانية اقولها صادقا ولست مازحا اصبح واقعا ماثلا (رضينا ام ابينا فنحن اعضاء فى النادى الدولى ولانستطيع رفض ارادة هذا المجتمع الدولى) ولكن السؤال ماذا اعدددنا للمعركة الكبرى فى الداخل وهى المعركة السياسية والتى تحتاج لزخيرة وافرة من العلم والحنكة الادارية ولنا تجربة اليمة وقاسية فى صفحات الماضى القريب(من اراد الحرب عليه بالعلم ومن اراد السلام عليه بالعلم ) هذه من عندى ليست حديثا حتى لايعتقد بعض الاحبة ذلك انى صرت مؤلفا. التجربة الماضية علمتنا الكثير واظهرت مكامن الخلل ونقاط ضعفنا فبعد اتفاقية السلام الشامل بدت عوراتنا السياسية بادية للعيان وصرنا نطفق من ورق الشجر لندارى سوائتنا ولكن هيهات من بعد مافات الاوان ونعزى ذلك لغياب مدرسة تأهيل الكادر وعدم الاحساس بالمسئولية ومعاناة الشعب من البعض . من جانب اخر اذا اردنا منازلة المؤتمر الوطنى فعلينا بتأهيل كوادرنا والتسلح بالعلم والتوشح بالمعرفة وترك الشعارات والخطب الرنانة التى لاتسمن ولا تغنى من جوع والعمل بالمثل السودانى (البلاقيك متحزم لاقيه عريان)
مبارك جابر
Mubarak.jaber2013@gmail.com