الخرطوم _صوت الهامش
كشف تقرير صادر عن مبادرة استراتيجية المرأة في القرن الأفريقي عن تعرض النساء والفتيات في السودان للاختفاء القسري والاستعباد والعنف الجنسي والقتل في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع، لا سيما في ولايتي الخرطوم والجزيرة.
وأورد التقرير، الذي قُدم خلال مؤتمر صحفي عبر الإنترنت ، أن 209 من بين 236 حالة اختفاء قسري لنساء وفتيات لا يزال مصيرهن مجهولًا، في حين تم العثور على 27 فقط.
وأوضحت المديرة الإقليمية لشبكة القرن الأفريقي للمرأة، د. هالة الكارب، خلال المؤتمر، أن النساء والفتيات تعرضن لاستهداف ممنهج شمل العنف الجنسي والاختفاء القسري وانتهاكات جسيمة منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل.
وبحسب التقرير، فإن عدد الحالات الموثقة بين أبريل وديسمبر 2024 بلغ 236 حالة، لكنه لا يعكس الحجم الحقيقي للأزمة نظرًا لعوامل مثل الخوف والوصمة الاجتماعية ونقص آليات الإبلاغ.
اعتمد التقرير على مصادر مفتوحة موثوقة، من بينها “مبادرة المفقودين”، إضافة إلى رصد المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي والتواصل مع أسر المختفيات. وأشار إلى أن معظم البلاغات وردت من المراكز الحضرية، بينما كانت التغطية من القرى والمناطق الريفية محدودة رغم وجود حالات تتطلب التوثيق.
وكشف التقرير أن حالات الاختفاء القسري تحدث على مرحلتين: الأولى عند دخول قوات الدعم السريع إلى منطقة جديدة، والثانية بعد استقرار سيطرتها على المنطقة، حيث تزداد الانتهاكات ضد النساء.
وسلط التقرير الضوء على عدة وقائع، منها العثور على جثة الشابة هالة أحمد إسحاق في 28 مايو 2023 داخل سيارة منهوبة من قبل قوات الدعم السريع في منطقة الحاج يوسف، وكانت السيارة مليئة بالرصاص، مما يرجح تعرضها للاختطاف. كما تم العثور على جثة فتاة أخرى، إنصاف سرور فضل الله، قرب محطة وقود بمنطقة الجريف في نفس الشهر.
وارتفع عدد حالات الاختفاء القسري في ولاية الخرطوم إلى 96 حالة، بينما سجلت ولاية الجزيرة 79 حالة، بينها 45 حالة خلال هجوم شنه الدعم السريع في أكتوبر 2024.
وأفاد التقرير بأن 89% من إجمالي الحالات المبلغ عنها (209 من أصل 236) لا تزال في عداد المفقودين، بينما تم العثور على 27 فقط.
ودعا التقرير إلى تحرك عاجل لحماية النساء المختفيات، وإعادة جميع المفقودين فورًا، واتخاذ تدابير لمنع تكرار هذه الجرائم.
من جانبها، أشادت جولي بيرتشيد، من منظمة “ريدريس” الحقوقية البريطانية، بشجاعة الناجيات السودانيات اللواتي كشفن عن هذه الانتهاكات رغم المخاطر، مؤكدةً أن الاختفاء القسري في السودان يرتبط بالعنف الجنسي والاتجار بالبشر والاستغلال.
وأشارت إلى أن السودان، كطرف في الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري منذ 2021، ملزم بالكشف عن مصير المفقودين وتعويض عائلاتهم.
من جهتها، أكدت ممثلة المؤتمر العالمي للاختفاء القسري أن كل الأطراف في السودان مسؤولة عن حالات الاختفاء في مناطق سيطرتها، مشيرة إلى إمكانية تقديم شكاوى ونداءات إلى الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة بشأن هذه القضايا.