جنيف – صوت الهامش
نشرت وكالة ذا نيوهيومانيتاريان الإخبارية تقريرا حول جهود توزيع المساعدات الإنسانية في السودان، قائلة إن الجمعيات المحلية يجب أن تضطلع بدور محوريّ في هذا الصدد.
واستهل التقرير، الذي اطلعت عليه صوت الهامش، بالقول إن وتيرة الصراع الدائر في السودان منذ شهر لم تشهد تباطؤا. وقد انتشرت في غضون ذلك مبادرات محلية عديدة في أنحاء البلاد، فيما لم تحظَ هذه المبادرات بدعم وكالات الإغاثة الدولية.
ومع تغيّر الأوضاع بوتيرة سريعة، ينبغي تخصيص المزيد من المراكز المحلية لتوزيع المساعدات وعدم حصرها في مراكز بعيدة. وثمة العديد من الجمعيات السودانية الناشئة والقائمة بالفعل تؤدي بالفعل دورا في توزيع المساعدات الإنسانية رغم محدودية مواردها. ويجب دعم هذه الجمعيات.
وثمة أيضا عدد كبير من الناشطين السودانيين في المنافي يرغبون في تقديم المساعدات الإنسانية عبر العديد من الطرق لأهاليهم المنكوبين. هؤلاء الأفراد وهذه الجمعيات تحتاج إلى مَن يُشركها في هذا العمل الخيري.
صحيح أن منظمات المساعدات الدولية والوكالات في السودان تواجه تحديات أساسية وعراقيل، لكن هذه المنظمات تحتاج إلى أن تكون أكثر حسماً. إن غياب هذه المنظمات حتى الآن قاد إلى شعور بات سائدا بين المنكوبين بأنهم منسيون أو في عِداد المفقودين.
ونبه التقرير إلى تردّي الأوضاع الإنسانية في السودان في ظل استمرار الصراع منذ شهر ومقتل المئات ونزوح مئات الآلاف إلى دول الجوار مثل تشاد ومصر وجنوب السودان.
لكن معظم السودانيين لا يزالون في داخل السودان، وبعض هؤلاء يأمل في أن يعود الهدوء، بينما آخرون لا يستطيعون أن يغادروا البلاد لأسباب تتعلق بنفقات السفر أو بالقدرة الصحية. وهؤلاء يحتاجون إلى طمأنةٍ بأنهم غير منسيّين من جانب العاملين في قطاع تقديم المساعدات الإنسانية.
ورأى التقرير أن جهود الاستجابة للأوضاع الإنسانية في السودان تواجه عرقلة بسبب غياب التنسيق والتعاون بين الوكالات الدولية والجمعيات المحلية المنتشرة في المناطق المنكوبة.
ومن هذه الجمعيات ما هو أهلي غير حكومي ومنها ما يتبع منظمات المجتمع المدني وغيرها مما يقدم الطعام ويسهّل عمليات الإجلاء وينظّف المستشفيات بحيث يستطيع المسعفون القيام بأعمالهم.
ونوّه التقرير إلى أن وكالات الإغاثة الدولية بدأت الآن في توزيع بعض من المخزونات التي تحت أيديها في داخل السودان، كما تقوم بنقل مخزونات ممّا لديها في الخارج إلى داخل السودان.
وشهد الأسبوع الماضي تدشين جسر جوي من الاتحاد الأوروبي لنقل المساعدات الإنسانية إلى السودان.
وفي ظل استمرار الخرطوم تحت الحصار، تدشّن وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية قواعد جديدة للعمليات في مدينة بورتسودان على البحر الأحمر.
ومن الناحية اللوجستية هذا مفهوم، لكن المدينة بعيدة جدا عن مناطق عديدة تحتاج إلى إغاثة.
وتبعد مدينة الجنينة -المتضررة بالصراع في دارفور- عن بورتسودان حوالي 1700 كيلومتر، وهي نفس المسافة بين لندن ووارسو.
وثمة حاجة ماسّة إلى نهج أكثر سرعة في التعامل مع هذه الأوضاع سريعة التغيّر في السودان. وتتمثل سُبُل تحقيق ذلك في تخصيص المزيد من أماكن التوزيع المحلية وعدم التقيّد بالمركزية؛ وفي تمكين الأطراف والجمعيات المحلية لتوصيل المساعدات للمنكوبين؛ وفي الاستمرار في هذا العمل الحيوي الذي يضطلع به كثيرون بالفعل.
ومثلُ هذا الشكل من الاستجابة كفيلٌ بتعزيز فعالية وكفاءة جهود الإغاثة. ولا يُعدّ هذا الشكل ابتكارا جديدا؛ ويمكن الاستفادة من أزمات سابقة وقعت في بلاد منكوبة مثل سوريا وأوكرانيا، وفي كلا المثالين، تمت الاستعانة بجمعيات وبأطراف محلية أدّت دوراً حيويا في توصيل المساعدات إلى المنكوبين.