لندن : صوت الهامش
نشر موقع (ميدل إيست آي) تقريرا تساءل عما إذا كان الرئيس عمر البشير يسعى لفترة رابعة في حكم السودان؟
واستهل التقرير، الذي اطلعت عليه (صوت الهامش)، بالإشارة إلى أنه بينما شهدت الأيام الأخيرة مغادرة رئيس أفريقي استمر فترة طويلة في الحكم للمسرح السياسي (روبرت موغابي )، فإن حاكما آخر يبدو ساعيا إلى فترة رابعة في منصبه (البشير).
ولا تزال هنالك فرصة أمام الأخير لكي ينافس موغابي كحاكم استمر زهاء 37 عاما في رئاسة زيمبابوي، وذلك عبر تعديل دستور البلاد لكي يمدد فترة بقائه في الحكم بعد 28 عاما قضاها في الرئاسة.
ولفت التقرير إلى أنه وبمقتضى دستور السودان الذي جاء تكليلا لجهود مدعومة من الغرب لإسدال الستار على الحرب الأهلية عام 2005، فإنه يتعين على البشير أن يغادر منصبه في نهاية فترة رئاسته الثانية عام 2020.
ويحكم البشير البالغ من العمر 73 عاما، السودان منذ انقلاب عسكري وقع عام 1989 ، ولدى إبرام اتفاق السلام الشامل عام 2005 عبر الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والنرويج تم منح البشير 5 سنوات في السلطة قبل إجراء انتخابات في ظل دستور مؤقت.
وبعد ذلك، بحسب التقرير، فاز البشير في انتخابات عامي 2010 و2015، غير أنهما دُمغتا بضعف الإقبال وبمقاطعة أحزاب المعارضة وبنقد مراقبين دوليين.
وفي عام 2015، تعهد البشير بأنه لن يترشح ثانية للانتخابات لكنه خالف ذلك التعهد بقبوله ترشيح حزبه الحاكم (المؤتمر الوطني) له. وعلى مدار الـ 12 شهرا الماضية ألمح البشير إلى أنه ينوي مغادرة منصبه لكن أصواتا من داخل الحزب والحكومة وقادة المحليات طالبته بالترشح مرة أخرى للانتخابات.
ورصد التقرير رفضًا قويا لترشح البشير للرئاسة فترة أخرى من جانب أحزاب المعارضة السودانية والحركات المسلحة التي تقاتل الحكومة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق.
وقال بكري يوسف، المتحدث باسم تحالف قوى الإجماع الوطني، “إن البشير، كغيره من الطغاة، لن يغادر منصبه لكنه سيستميت في الدفاع عن بقائه إلى ما لا نهاية في السلطة… وعلى الرغم من تصريحاته بأنه لن يعتزم الرحيل، إلا أن خطة البشير الحقيقية هي تمهيد الطريق لنفسه مرة أخرى.”
ونوه التقرير عن أن معارضة ترشح البشير لفترة رئاسية جديدة تأتي أيضا من داخل الفصائل الإسلامية التي انشقت عن الحزب الحاكم؛ ومن تلك الفصائل حزبَي “المؤتمر الشعبي” و”الإصلاح الآن” اللذين انشقا عن الحركة الإسلامية السودانية العام الماضي- كليهما يعلن معارضة البشير عام 2020 إذا سعى للترشح للانتخابات.
ويقول أسامة توفيق، المتحدث باسم حزب “الإصلاح الآن”، إن البشير سيرشح نفسه عام 2020، ولن يغادر منصبه طالما أن المحكمة الجنائية الدولية تلاحقه.
وأصدرت الجنائية الدولية مذكرتَي اعتقال بحق البشير عامي 2009 و2010على خلفية اتهامه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية في إقليم دارفور.