الخرطوم _صوت الهامش
كشف تقرير حديث عن تورط مئات الجنود الكولومبيين المتقاعدين في القتال إلى جانب قوات الدعم السريع ، بعد استدراجهم بعقود عمل وهمية تحت غطاء “تأمين منشآت نفطية”، لينتهي بهم المطاف في قلب معارك دامية بمدينة الفاشر شمال دارفور.
وأوضح التقرير الذي نشرته صحيفة ذا أفريكان ريبورت بالتعاون مع منصة La Silla Vacía الكولومبية، أن أكثر من 350 جنديًا كولومبيًا سابقًا تم تجنيدهم عبر شبكة مرتزقة عابرة للحدود يقودها العقيد المتقاعد ألفارو كيخانو، بالشراكة مع شركة “Global Security Service Group” الأمنية ومقرها الإمارات.
ونقل التقرير شهادات أربعة مرتزقة عادوا مؤخرًا إلى كولومبيا، حيث أكدوا أنهم خُدعوا بشأن طبيعة المهمة، وتم نقلهم من أبوظبي إلى بنغازي، ثم عبر الصحراء إلى الحدود السودانية دون علمهم بوجهتهم النهائية. وقال أحدهم ويُدعى “هيكتور” إنهم تعرضوا لكمين عند الحدود، قبل أن يتم تسليمهم لقوات الدعم السريع التي نقلتهم إلى الفاشر، حيث اندلعت أعنف المواجهات.
وتشير وثائق سرية حصلت عليها المنصة إلى أن هؤلاء المرتزقة شاركوا في العمليات القتالية، بما في ذلك تنفيذ ضربات هاون وسط مدينة الفاشر، والتصدي لهجمات جوية بطائرات مسيّرة، رغم توقيعهم على تعليمات تمنع خرق القانون الدولي الإنساني.
كما أكد الشهود أن قوات الدعم السريع استخدمت أطفالًا لا تتجاوز أعمارهم 11 عامًا في القتال، مشيرين إلى أنهم اضطروا لمعالجة جرحى من صفوف هذه القوات في غياب كوادر طبية.
وقال هيكتور إن العديد من زملائه أُصيبوا أو قُتلوا، في حين لم تُسلم جثث القتلى، واتهم الشركات المنظمة بالمماطلة في دفع الرواتب أو تنفيذ بنود التأمين.
وكشف المرتزقة العائدون أن مدينة نيالا أصبحت قاعدة خلفية رئيسية لقوات الدعم السريع ومرتكزًا لتجمع المرتزقة الكولومبيين القادمين أو العائدين، مؤكدين أن مسار التهريب تغيّر مؤخرًا ليبدأ من مدريد مرورًا بإثيوبيا وبوصاصو الصومالية ثم إلى إنجمينا فنيالا.