لندن – صوت الهامش
تواجه مجموعة فاغنر للمرتزقة الروس اتهامات بالقيام بأنشطة اقتصادية وعسكرية في السودان، لكن المجموعة الروسية تنفي الاضطلاع بأي دور في الصراع الراهن الذي يشهده السودان.
ونقلت البي بي سي، في تقرير اطلعت عليه صوت الهامش، عن يفغيني بريغوزين -مؤسس فاغنر الذي تربطه علاقات وثيقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين- القول إنه “لم يتواجد ولا مقاتل واحد من فاغنر في السودان” منذ أكثر من عامين.
وقالت البي بي سي إنها لم تجد دليلا على وجود مرتزقة روس في السودان حاليا، لكن هناك دليلا على أنشطة سابقة قامت بها فاغنر في السودان، فضلا عن أن عمليات قامت بها فاغنر في السودان كانت هدفا لعقوبات من كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
صفقات التعدين عن الذهب
في عام 2017، أبرم الرئيس السوداني آنذاك عمر البشير، صفقات مع الحكومة الروسية في أثناء زيارة لـموسكو.
وشملت هذه الصفقات اتفاقا مع روسيا لإنشاء قاعدة بحرية في بورتسودان على البحر الأحمر، فضلا عن “اتفاقات امتياز” للتنقيب عن الذهب أُبرمت بين الشركة الروسية “إم إنفيست” ووزارة المعادن السودانية”.
وتقول وزارة الخزانة الأمريكية إن شركة “إم إنفيست” و”مروي غولد” التابعة لها، ما هما إلا واجهة لأنشطة مجموعة فاغنر الروسية في السودان – ثالث أكبر بلد أفريقي مُنتج للذهب.
واستهدفت عقوبات أمريكية كلا من إم إنفيست ومروي غولد – على وجه التحديد.
وخلص تحقيق أجرته شبكة سي إن إن الأمريكية، إلى أن الذهب [السوداني] كان يتم نقله براً إلى جمهورية أفريقيا الوسطى، حيث يُعرَف نشاط فاغنر، دون أن يُسجّل هذا كصادرات لدى السلطات الرسمية السودانية.
وأفاد تقرير لصحيفة التلغراف البريطانية العام الماضي بأن كميات كبيرة من الذهب [السوداني] جرى تهريبها عبر شبكة من مطارات عسكرية.
ماذا فعلت مجموعة فاغنر غير ذلك في السودان؟
منذ عام 2017، نشرت مصادر روسية ودولية صوراً لما بدا أنهم لمرتزقة روس داخل السودان.
وبدا هؤلاء يضطلعون بأدوار مختلفة، بينها تدريب جنود سودانيين، أو مساعدة القوات الأمنية [السودانية] في قمع المتظاهرين.
ولم يتسنّ لبي بي سي التحقق من تلك الصور.
وفي عام 2021، نشرت قناة على تليغرام تابعة لفاغنر صوراً يظهر فيها قياديّ من فاغنر بينما يمنح جنودا سودانيين هدايا تذكارية في حفلٍ كان قد جرى تنظيمه قبل سنتين.
وفي يوليو 2022، نشرت نفس القناة مقطع فيديو يظهر فيه مرتزقة من فاغنر يقومون بتدريب قوات سودانية على القفز بالمظلات.
إلى أي مدى بلغ نفوذ فاغنر في السودان؟
تقول وزارة الخزانة الأمريكية إن مجموعة فاغنر قامت بـ “عمليات شبه عسكرية، ودعمت استمرار أنظمة مستبدة، كما استغلت موارد طبيعية”.
وتفيد تقارير إعلامية سودانية بأن نحو 500 من عناصر فاغنر تولوا تدريب قوات عسكرية سودانية، وبأن هذه العناصر كانت تتمركز بالأساس في جنوب غرب السودان قُرب مدينة أم دافوق، القريبة من الحدود مع جمهورية أفريقيا الوسطى .