واشنطن: صوت الهامش
أفاد تقرير نشره موقع (ذي إنترسيبت) بأن خروج السودان من قائمة حظر السفر الأخيرة للولايات المتحدة قد فاجأ عددًا من المراقبين ممن لم يجدوا تفسيرا معقولا لهذا القرار.
وإذا لم يكن السودان يمتلك قوة ضغط كبيرة في واشنطن، فهو يحظى بصديق في المكان المناسب في هذا المضمار: هذا الصديق هو الإمارات العربية المتحدة. وبدأت الإمارات مؤخرًا في ممارسة ضغوط في واشنطن نيابة عن الخرطوم، ووظفت في هذا الصدد أموالها الوفيرة.
ويأتي هذا الصنيع الدبلوماسي الإماراتي مقابل تعزيز السودان مشاركتها الميدانية في حرب اليمن، موفرة للائتلاف الذي تقوده السعودية والإمارات جنودًا بريين على الأرض حيث تخشى أي من الدولتين المجازفة بأرواح جنودها، مفضلة الاكتفاء بشن غارات جوية.
وقال مسئول بارز بالحكومة الأمريكية -لم يكشف عن اسمه- إن “السودان يضطلع بالأعمال القذرة نيابة عن الإمارات العربية المتحدة”. في المقابل، وضع يوسف العتيبة، سفير الإمارات في الولايات المتحدة ثِقَله الدبلوماسي الكبير وراء الحكومة السودانية.
وبحسب التقرير الذي اطلعت عليه (صوت الهامش) ، يعتبر العتيبة بعلاقات وثيقة مع مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر، صهر الرئيس ترامب، والذي يضطلع بدور مهم في صياغة السياسة الشرق أوسطية للإدارة الأمريكية.
وفي سبتمبر 2015، لقي 45 جندي إماراتي مصرعهم في اليمن بإحدى المواقع في حادث هو الأكثر دموية في تاريخ الإمارات القصير، ما تسبب في صدمة ترددت أصداؤها في البلاد. وكان من آثار تلك الصدمة أن عمدت الإمارات إلى استجلاب جنود للقتال بدلا من الإماراتيين.
ويعتبر السودان عضوًا أصيلا في الائتلاف السعودي (المدعوم أمريكيا) في حرب اليمن. وعندما بدأت حملة القصف في مارس 2015، شارك السودان بأربع طائرات مقاتلة كما نشر قوات برية في عدن في وقت لاحق من العام ذاته. وبينما اعتمدت السعودية على القصف من الجو، فإن القوات السودانية تكبدت خسائر فادحة على الأرض في سبيل استرداد مدن من أيدي جماعة الحوثي وفي سبيل تأمين مدن في الجنوب.
وحتى الآن، دفع السودان بأكثر من 1000 جندي وتعهد بتقديم المزيد. وكان وزير الدفاع السوداني عوض ابنعوف قد صرح في مايو الماضي بأن “ثمة 6000 مقاتل من القوات الخاصة والقوات البرية وقوات النخبة السودانية على أهبة الاستعداد للمشاركة إذا طلبت قيادة الائتلاف ذلك. وحتى إذا كانت هنالك حاجة لمزيد من القوات فنحن مستعدون لاية مستجدات”.
وباتت القوة السودانية المقاتلة أكثر أهمية بعدما سحبت قطر جنودها من الائتلاف في يونيو الماضي.
وفي المقابل، يجني السودان ثمار تحالفه العسكري مع دول الخليج؛ فمنذ 2015، تلقت حكومة الخرطوم مليارات الدولارات في صورة قروض من السعودية وقطر وفي صورة تمويلات من دبي وأبو ظبي ما أسهم في دعم البنك المركزي السوداني.
وعلى مدار العقد الماضي، تم تصنيف السودان مرارًا وتكرارا كإحدى أسوأ دول العالم في مضمار حقوق الإنسان، وهو ما يدفع حكومة الخرطوم إلى التحالف مع دول قريبة من الولايات المتحدة في سبيل تحسين تلك الصورة.
وكانت القوات الحكومية السودانية هاجمت عمدًا مدنيين في إقليم دارفور، وجنوب كردفان، ومنطقة النيل الأزرق، بحسب منظمة “هيومن رايتس ووتش”، وقد تم اتهام الرئيس الحالي عمر البشير بعدد من الاتهامات منها ارتكاب عملية إبادة جماعية من قبل المحكمة الجنائية الدولية، متعلقة بأفعاله في دارفور.
وأصدرت المحكمة قرارًا بتوقيف البشير في 2009، لكن على الرغم من ذلك فإن عددا من الدول رفضت اعتقال البشير أثناء زياراته لها على الرغم من ضغوط الناشطين والمحكمة الجنائية الدولية.