واشنطن – صوت الهامش
اتهم فريق (سينتري) الحقوقي الدولي، المعني بالتحري عن تمويل الإبادات والانتهاكات الجماعية في أفريقيا والاستفادة منها، اتهم قادة جنوب السودان باستخدام الثروة النفطية للبلاد لإثراء أنفسهم وترويع المدنيين.
وكشف الفريق، الذي أسسه نجم هوليود جورج كلوني بالتعاون مع جون برندرغاست رئيس منظمة كفاية الأمريكية، كشف عن وثائق تسلط الضوء على استخدام العائد النفطي للبلاد في تمويل الميليشيات والمذابح المستمرة، وعلى إثراء نفر قليلين فيما السواد الأعظم من الشعب الجنوب سوداني يعاني أو ينزح عن دياره.
وبحسب تقرير لـ (سينتري)، فإن أموالا من شركة النفط المملوكة لدولة جنوب السودان (نايلبيت) أسهمت في تمويل مسلحين مسؤولين عن أعمال عنف مروعة. كما أن ملايين الدولارات تم دفعها للعديد من الشركات المملوكة جزئيا لأفراد من عائلات مسؤولين كبار من أجل تمويل ميليشيات موالية للحكومة أو لقادة عسكريين.
وأجمل التقرير الذي اطلعت عليه (صوت الهامش) ، فإن نحو 80 مليون دولار قيمة مدفوعات تمت لسياسيين وقادة عسكريين وهيئات حكومية وشركات قطاع خاص.
كما اتهم التقرير وزارة البترول الجنوب سودانية بتمويل ميليشيات دينكا بادانق العرقية النشطة في ولاية أعالي النيل شمال شرقي البلاد والمتورطة في هجمات واسعة النطاق على مدنيين وفظائع أخرى.
واستقلت دولة جنوب السودان عام 2011، غير أن حربا أهلية اندلعت بها في ديسمبر عام 2013 مسفرة عن سقوط عشرات الآلاف من القتلى وأكثر من 4 ملايين متشرد داخليا وخارجيا.
وكانت شرارة الحرب هي خلاف دب بين الرئيس سلفاكير ونائبه آنذاك رياكً مشار ، غير أن المحفز الأساسي لتلك الحرب كان التنافس على السيطرة على أصول الدولة والموارد الطبيعية الغنية بالبلاد.
وتجمد العمل باتفاق سلام أبرم لوقف الاقتتال بين الفصائل المتناحرة، وقد حذرت الأمم المتحدة من أن نحو ثلثي الشعب سيحتاج إلى معونات غذائية للبقاء على قيد الحياة.
وبينما ترك الصراع آثارا اقتصادية كارثية على معظم أبناء الشعب الجنوب سوداني، إلا أن الكثيرين من كبار المسؤولين عن الحرب في المقام الأول قد اكتنزوا ثروات وعاشت عائلاتهم حياة البذخ خارج البلاد.
ولطالما واجهت ممارسات إدارة عائدات النفط في جنوب السودان –ولاسيما بشركة نايلبت- انتقادات واسعة من جماعات المجتمع المدني والمنظمات الدولية كصندوق النقد الدولي وهيئة خبراء الأمم المتحدة.
وقد سلطت هذه الوثائق الجديدة التي كشف عنها فريق (سينتري) هذه الممارسات وأوضح كيف استغل كبار المسؤولين عوائد شركة نايلبت لدعم ميليشيات مسلحة عرقية ضالعة في هجمات وفظائع ضد مدنيين.