واشنطن – صوت الهامش
ينخرط الرئيس البشير في حملة مستمرة من الغش والخداع في مواجهة دوامة من المشكلات المحلية والإقليمية التي تهدد بقاء نظامه الإسلاموي الذي استطال أمده.
ويؤكد تقرير نشره موقع (نيو إنجلش ريفيو) أن البشير متمادٍ في تهديدات مصطنعة بشن حرب إقليمية ضد مصر وإريتريا، وذلك لتشتيت الأنظار عن مشكلات تعانيها بلادها من افتقار لثمن رغيف الخبز إلى ارتفاع معدلات البطالة، ومن المجازفة بالمشاركة في حرب اليمن، ومن دعم الإسلاميين الساعين إلى الإطاحة بالأنظمة في كل من ليبيا وتشاد، ومن التنازل عن موانئ بالبحر الأحمر لاردوغان تركيا، إلى الانغماس في دعم ظاهرة تجارة البشر مع مهاجري السودان بأسواق للعبيد في ليبيا.
ورأى التقرير، الذي اطلعت عليه (صوت الهامش(، أن كل ذلك إنما هو جزء من خطة الائتلاف العربي الحاكم الذي يقوده البشير والهادف إلى تحقيق التطهير العرقي لمناطق الصراع في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق من سكانها الأصليين: الأفارقة.
وإضافة إلى استغلال الثروات الطبيعية، لاسيما الذهب والنفط الخام، يستقطب البشير جهاديين عرب ويمنحهم الجنسية السودانية للوصول إلى هدفه بتسليح 150 ألفا تحت اسم قوة الدعم السريع أو الجنجويد.
وبهذا يتمكن البشير من الإطاحة بأنظمة مجاورة في دول الساحل الأفريقي وإقامة خلافة يدير شئون حكمها من الخرطوم. وقد راح ضحية خطط البشير حتى الآن أكثر من 600 ألف قتيل وأكثر من 5 ملايين مشرد محليا ومئات الآلاف ممن فروا إلى معسكرات لاجئين تابعة للأمم المتحدة في كل من تشاد وأفريقيا الوسطى وغيرهما بأفريقيا.
وكشف التقرير عن مستند يعرض جزءا من محضر سري لاجتماع رئاسي يعود تاريخه إلى الـ 11 من ديسمبر 2017 ممهور بتوقيع وزير شئون الرئاسة عبد الله فضل؛ ويكشف المستند عن معلومات توضّح كيف يدعم نظام البشير الإرهاب المتطرف وجماعة الإخوان المسلمين في كل من ليبيا ومصر وسوريا والصومال وغيرها من الدول الأفريقية.
وجاء في المحضر المشار إليه: “لقد بتنا قوة فاعلة في المنطقة. قمنا بواجبنا مع إخواننا في ليبيا وقدمنا الدعم للثوار بأقصى ما يمكننا وفتحنا باب الجهاد لأبنائنا في الحركة الإسلامية، وقد وضعوا أيديهم في أيدي إخوانهم من مصر ودول أفريقية، وقد انطلقوا جميعا مع إخوانهم من السودان لأداء واجب في ليبيا وسوريا. كما قدمنا مساعدة لإخواننا في الصومال، وقد فتحنا كافة مؤسساتنا التعليمية لتلاميذهم عندما كان بلدهم منهارًا، وقد عهد إلينا أخوتنا في الحركة الإسلامية برعاية الإسلاميين في أرض الصومال….”
ويرى نظام البشير، بحسب التقرير، أن واجبه يتمثل في دعم الثوار الإسلاميين والجهاديين.
وتمثل إحدى فقرات المحضر اعترافًا صريحا من جانب نظام البشير بالعمل على تقويض الأوضاع في جنوب السودان؛ وتقول الفقرة: “ثمة أهمية لاستمرار اتخاذ التدابير السياسية والاقتصادية الراهنة لضمان إضعاف جبهة النظام في جوبا وإغراقه في بحر من القضايا الداخلية بما لا يضر النظام في السودان.”
ونوه التقرير عن قيام نظام البشير بتوجيه الإعلام السوداني بالحديث عن الدور المصري في جنوب السودان وغيرها من دول الجوار على أساس الترويج لفكرة أن هذا الدور يستهدف الإضرار بالسودان وإثيوبيا. كما استمر نظام البشير في حظر المنتجات المصرية بغض النظر عن صلاحيتها. وفي مصر أيضا، دعم البشير المعارضة المصرية مع اقتراب الانتخابات الرئاسية.
وأكد التقرير في ختامه بأن ما تقدم إنما يُظهر أن قرار واشنطن برفع العقوبات عن السودان جاء متسرعًا وأن الأخيرة لا تزال “دولة راعية للإرهاب الإسلاموي”.