الخرطوم _ صوت الهامش
أفاد دبلوماسيون غربيون إن الفريق أول “محمد حمدان دقلو” الشهير بـ “حميدتي” قد يصبح عما قريب أقوى رجل في السودان، وذلك نظرًا لتعطشه لمزيد من السلطة، والذي بات جليًا بمساعدته على الإطاحة بحليفه القديم “البشير” بعد 30 عامًا في السلطة.
وأكدت وكالة “رويترز” للأنباء في تقرير لها واطلعت عليه “صوت الهامش” بأن “حميدتي” بات اليوم ثاني أقوى رجل في السودان لكونه نائبًا لرئيس المجلس العسكري الانتقالي الذي شكله الجيش لإدارة السودان لما يصل إلى عامين، ولحين إجراء الانتخابات، بيد أن “حميدتي” يهون من شأن طموحاته السياسية وفقًا للتقرير.
ويجزم مبعوثون غربيون وعدد من الشخصيات المعارضة في حديثهم لـ “رويترز” شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، أن “حميدتي” ، يضع الرئاسة نصب عينيه.
وقالت شخصية معارضة – رفضت الكشف عن اسمها -: “حميدتي خطط ليصبح الرجل الأول في السودان، لديه طموح بلا حدود”.
وتوقع التقرير بأنه في ظل الضغوط التي تمارسها المعارضة والمحتجون على المجلس العسكري للتعجيل بتسليم السلطة للمدنيين، سيواجه حميدتي وغيره من القادة العسكريين خطر التهميش سريعًا.
وكشفت “رويترز” في تقريرها عن أن “حميدتي” يجتمع بمقتضى مهام دوره الجديد مع السفراء الغربيين، وهو بالفعل في موقع يمكنه من التأثير على الأحداث من مكتبه في القصر الرئاسي في العاصمة الخرطوم.
كما تنتشر قوات الدعم السريع التي يرأسها “حميدتي” في أنحاء الخرطوم، إلى جانب دعم دول الخليج وعدد من الدول العربية التي تعهدت بمليارات الدولارات لدعم السودان منذ الانقلاب، وعلى الجانب الآخر، تتهم جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان المليشيات التي يرأسها “حميدتي” بارتكاب إبادة جماعية خلال الحرب التي بدأت في دارفور عام 2003، وهي مزاعم نفتها حكومة البشير.
ومن جانبه، لم يرد “حميدتي” ولا قوات الدعم السريع على مزاعم الطمع في السلطة، حيث قال في كلمة أمام ضباط الجيش الاثنين الماضي: “أنا شخصيًا والله ما داير نائب رئيس، وغير الدعم السريع ما داير شبر لقدام”.
وأضاف: “أن الأولوية هي الدفاع عن السودان والوصول إلى اتفاق مع شعب السودان بشأن كيفية إدارة البلاد” لكنه أضاف “لا نسمح بالفوضى”.
وقال “حميدتي” في سياق حديثه أمام الضباط أنه يؤيد تشكيل “حكومة كفاءات.. تكنوقراط من كل الشعب السوداني، وبحسب رأيي يجب أن لا تكون لديها علاقة بأي حزب”.
وتجدر الإشارة إلى أن التقرير أورد حديثًا لدبلوماسي غربي كبير – لم يفصح عن إسمه – أنه من غير المرجح أن يسلم المجلس العسكري الانتقالي في السودان السلطة للمدنيين.
وأضاف: “سيكون من الصعب للغاية إبعاد حميدتي من المسرح السياسي، لأن لديه قوة عسكرية تحت تصرفه”.