نيويورك – صوت الهامش
قالت صحيفة الوول ستريت جورنال إن الصراع على السلطة في السودان أشعل مجدداً فتيل العنف القبَلي في إقليم دارفور الذي لم يكن تعافى بعدُ من مذبحة هي الأولى والأكبر التي تم رصدها في الألفية الجديدة.
ونوّهت الصحيفة في تقرير، اطلعت عليه صوت الهامش، إلى مقتل ما لا يقل عن 221 شخصا في ولاية غرب دارفور، على مقربة من الحدود مع تشاد، منذ اندلاع الصراع في 15 أبريل المنصرم بين الجنرالين البرهان على رأس الجيش النظامي وحميدتي على رأس قوات الدعم السريع.
وعلى الرغم من كثافة القتال في العاصمة السودانية الخرطوم، رصدت منظمات حقوقية دولية عددا من أكثر عمليات العنف دموية في دارفور، حيث دأبت ميليشيات عربية على مهاجمة قرى وأسواق ومخيمات لاجئين تقطنها مجتمعات غير عربية.
وأفاد التقرير بأن مقاتلين من غير العرب داهموا مقرا للشرطة الأسبوع الماضي واستولوا على كميات كبيرة من الأسلحة ليستخدموها في الدفاع عن أنفسهم، نقلا عن شبكة دارفور للرصد والتوثيق – وهي منظمة غير حكومية تتخذ من الإقليم مقرا لها.
ويحذّر نشطاء حقوقيون وكذلك منظمات دولية من أن المنازعات في دارفور تنذر باتساع نطاق الصراع واتخاذه منحىً عِرقيا شبيها بما جرى في بداية الألفية الجديدة وانتهى بمذبحة دارفور التي راح ضحيتها قرابة النصف مليون إنسان.
وأفاد التقرير بنزوح قرابة 200 ألف شخص من بيوتهم في ولاية غرب دارفور في أقل من ثلاثة أسابيع هي عمر الصراع منذ 15 أبريل المنصرم.
ورصد التقرير كذلك اقتتالا اندلع في ولاية جنوب دارفور، التي شهدت هجمات على مستشفيات وأعمال نهب لأغذية ومساعدات كانت في مخازن منظمات إغاثية في المنطقة.
يقول محمد عثمان، الناشط بمنظمة البردي للسلام والتنمية في نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور: “المنطقة تشهد نوعا جديدا وغير مسبوق من العنف. إنها بالفعل حرب أهلية”.
ويروي محمد، عبر الهاتف وأصوات انفجار القذائف لا تتوقف، أن اثنين من عائلته لقيا مصرعهما في القتال بولاية غرب دارفور، لكنه كان من الانفعال في درجة لم يستطع معها أن يسرد التفاصيل.
يقول محمد: “قوات الدعم السريع تستغل الفوضى الواقعة في الخرطوم، وتعمل على تغيير ديناميات القوى في دارفور”.
ويؤكد محمد عثمان وناشطون محليون آخرون أن مسلحين عربا ينتمون لقوات الدعم السريع ويرتدون زيّهم الرسمي شاركوا في هجمات مؤخرا في غرب دارفور.
ويقول توبي هارورد، منسق إقليم دارفور بمفوضية الأمم المتحدة للاجئين، إن المدنيين في دارفور مستهدفون بسبب انتمائهم العِرقي.
ويضيف هارورد محذراً: “إذا لم ينتهِ القتال الدائر بسرعة، فقد يشتعل صراع قبَلي ستكون له آثار مدمرة على النسيج الاجتماعي الهشّ في دارفور على نحو ينذر بتكرار وقوع فظائع سبق أن شهدها الإقليم”.
ولا يستجيب الجنرال حميدتي، قائد الدعم السريع، لطلبات التعليق على هجمات عناصر من قواته في دارفور.
وقبل اندلاع الصراع الجاري، حاول حميدتي أن يقدّم نفسه للعالم كصانع سلام في المنطقة، حيث قام بعدد من الزيارات لعواصم إقليمية كما التقى عددا من القيادات المحلية.