الخرطوم : صوت الهامش
نشر موقع (إنترناشيونال بزنس تايمز) الإخباري، تقريرًا حول آثار أزمة قطر مع جيرانها من دول الخليج، على دول أفريقية كالصومال والسودان اللتين تجدان صعوبة بالغة في الخروج بموقف واضح حيال تلك الأزمة.
وأكد التقرير أن عزْل قطر على أيدي عدد من الدول العربية على خلفية اتهامها بدعم الإرهاب بدأتْ آثاره تظهر على العديد من الدول الأفريقية؛ وبحسب موقع “العربي الجديد” الإخباري، فإن وزيرًا خليجيا حاول تقديم رشوة لرئيس الصومال، محمد عبد الله فارماجو، قيمتها 80 مليون دولار للالتحاق بالمعسكر المُقاطع لـقطر؛ كما أفادت أنباءٌ بأن الوزير الخليجي حاول ممارسة ضغوط على الرئيس فارماجو عبر دولة أفريقية أخرى رغم رفضْ الصومال للإذعان.
وقد أثار هذا الموقف حفيظة المعكسر المناوئ لـقطر، حتى أن دولة الإمارات العربية المتحدة عمدتْ إلى استبعاد المتنافس الصومالي في مسابقة دبي لحفظ القرآن رغم أنه كان من بين المرشحين للفوز بالمسابقة.
ونوّه التقرير عن أن الصومال الذي تمّسك بمبادئه رغم فقره الشديد، ليس بالبلد الوحيد الذي خيّمتْ عليه أزمة قطر؛ إن القارة الأفريقية -التي تغيب عن العناوين عادة لأسباب دبلوماسية- قد تأثرت بالأزمة الأخيرة حول قطر، وثمة شعور عميق بالاستقطاب حول كيفية التعامل مع الدوحة.
وكانت السنغال هي أولى الدول التي استدعتْ سفيرها من الدوحة ثم تبعتها تشاد فـموريتانيا ثم النيجر؛ ولقد قطعتْ المزيد من الدول الأفريقية ذات الأغلبية المسلمة علاقاتها مع قطر وألقتْ بثقلها وراء الدول العربية التي اختارت عزْل الدولة الصغيرة الغنية بالنفط والغاز الطبيعي؛ ومن بين الدول التي اتخذت أولى الخطوات ضد قطر كان ثمة أيضا دولتان أفريقيتان هما مصر وليبيا.
وكالصومال، الذي اختار السباحة ضد التيار، فإن السودان أيضًا دعا إلى حوار بدلا من المواجهة؛ وبحسب أحد الخبراء الألمان وهو متخصص في سياسات آسيا الغربية وأفريقيا، فإن الدول ذات الأغلبية المسلمة تشعر بأن الوقت قد حان لاتخاذ قرار مع أو ضد قطر، رغم أن الخيار سيؤثر بالتأكيد على الدول الأفريقية؛ فالسودان على سبيل المثال، له مصلحة؛ ذلك أن قطر تلعب دورًا هامًا وراء الوساطة في ملف إقليم دارفور السوداني.
وأكد التقرير أن عددًا من الدول الأفريقية لا تحبّذ اتخاذ موقف قوي ضد قطر نظرًا للعلاقات الجيدة التي تربطهم بتلك الدولة التي تطمح إلى الاضطلاع بدور أكبر في الشئون العالمية؛ إن المعضلة التي تواجه دولاً كـالسودان هي أنها أيضا شريك في ائتلاف تقوده السعودية في اليمن.
وقد سعتْ السلطات الصومالية إلى اتخاذ موقف ِِمحايد، رافضةً إنهاء العلاقات مع كل من الرياض والدوحة؛ كما نفتْ السلطات الصومالية مزاعمَ بأن السعودية كانت بصدد تعليق مساعدات بقيمة 50 مليون دولار لممارسة الضغوط على مقديشو لقطع كافة العلاقات مع قطر، حسبما جاء في تقرير نشره موقع (دويتش فيله)؛ فبالنسبة للصومال تعتبر كلا الدولتين الخليجيتين مُهمتّان من أجل مصالحها الاقتصادية التي قد يضرّ بها الانضمام إلى أيّ من المعسكرين المتناوئين.
إلا أن قرار الصومال بالوقوف في موقف الحياد لا يزال غير مُقنع للرياض التي تعهدت العام الماضي بمنح مقديشو 50 مليون دولار يوم أقدمت الأخيرة على قطْع علاقاتها مع طهران، الخصم الرئيسي للسعودية في غرب آسيا، قائلة إنها تدخلت في شئونها الداخلية، كما طردت دبلوماسييها.
وعليه، فإذا كان بمقدور الصومال قطْع علاقاتها مع إيران، فلم لا تفعل ذلك مع قطر؟ لكن هذا ليس بالأمر اليسير؛ ذلك أن الأمة الواقعة في القرن الأفريقي تربطها علاقة رئيسية بـقطر التي اضطلعت بدور هام في الوساطة لتسوية نزاعات داخلية صومالية.
وأكد التقرير في الختام أنه “سيكون من المثير رؤية كيف ستتعامل دولتا الصومال والسودان مع الموقف في الأيام المقبلة”.