لندن :صوت الهامش
نشرت هيئة الإذاعة البريطانية (الـبي بي سي) تقريرا للصحافية السودانية يسرا الباقر، حول كيفية استخدام الشباب السودانيين وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن هويتهم الأفريقية.
وقال التقرير إنه بينما تتوجه حكومة السودان دائما صوب العالم العربي، فإن جيل الألفية في البلد الواقع في شرق أفريقيا يتجهون إلى وسائل التواصل الاجتماعي للاحتفال بتراثهم الأفريقي.
ولفت التقرير إلى أن السودان انضم إلى الجامعة العربية بعد أسبوعين من استقلاله عام 19566، كما أشار إلى أن انفضال جنوب السودان في 2011 جاء بعد أكثر من 30 عاما من الحرب الأهلية والانقسام بين شمالٍ مسلم عربي بالأساس وجنوبٍ مسيحي أفريقي بالأساس.
وقد ظل الاستقطاب مخيما على الباقين في السودان، لا سيما أولئك القادمين من النوبة وجماعات دارفور العرقية، ممن يعانون تهميشا من جانب الحكومة والمبادرات المدعومة من الدولة للترويج لهوية قومية.
ورصد التقرير تركيز الرئيس السوداني عمر البشير، على “تأكيد الصبغة العربية” وتأسيس سيادة عربية، وهو ما يزعج مئات الجماعات العرقية المتنوعة في السودان الحافل بالتراث الشرق أفريقي.
ونبه التقرير إلى أن الثقافة الشعبية في العاصمة الخرطوم، يسيطر عليها التليفزيون والأفلام والموسيقى المنحدرة بالأساس من مصر والشرق الأوسط؛ كما يحظى مشاهير العرب باهتمام وتقليد ومحاكاة يكون لها في بعض الأحيان تبعات غير محمودة: منها رواج مبيعات مساحيق وكريمات تفتيح البشرة في الصيدليات والمحال التجارية في أرجاء الخرطوم.
وعلى الرغم من انتشار ظاهرة السعي الحثيث لتفتيح البشرة في معظم أرجاء أفريقيا ، إلا أن العديد من السودانيين الجنوبيين في مدينة (الخرطوم) يستخدمون تلك المساحيق والكريمات لمحاكاة الشماليين الذين يعيشون بينهم، فيما الشماليون يحاولون تفتيح بشراتهم لتعزيز صلتهم بالأصول العربية – والنتيجة هي بشرة جلدية مائلة إلى الاحمرار.
ولكن ما الذي تغير لدفع جيل الألفية هذا إلى الاحتفال بهوية السودان الأفريقية والاعتزاز بذلك على مواقع التواصل الاجتماعي؟ في الأساس تُعتبر مواقع التواصل الاجتماعي بمثابة حيّز للتعبير عن الهوية لا يمكن للحكومة التحكم فيه.
ورصد التقرير ذيوع شهرة مصممة المجوهرات نوار كمال، عبر استخدام الانستجرام لترويج وبيع قطع من المجوهرات المرصعة بالخرز على الطابع الأفريقي؛ كما اكتسبت صورٌ لعارضات أزياء سودانيات ترتدين ملابس أفريقية الطابع- اكتسبتْ زخما على تويتر وفيسبوك وإنستجرام.
ولفت التقرير إلى أن الاحتفال بالهوية الأفريقية للسودان ليس مثار جدل في الداخل فقط؛ وأن السودانيين في المهجر الغربي عندما يرون هاشتاج (#أحب أن أكون أفريقيا) فإنهم يستجيبون له بفيض من الصور الخاصة بهم تؤكد حقهم في المشاركة في الحديث.
وأكد التقرير أن في السودان، كما في الكثير من البلدان الأفريقية، تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي وطنًا للصفوة؛ ويظل الأمل في أن تصل رسالة الاعتزاز بالهوية الأفريقية هذه إلى أقاصي البلاد، إلى المناطق الغربية والجنوبية حيث الجماعات العرقية من النوبة ودارفور والتي تستخدم التعبير الثقافي كأداة للمقاومة ضد نظام يُنكر عليهم حقوقهم.
واختتم التقرير بالتأكيد على أنه في السودان، لا يُنظر إلى التقاليد العتيقة على أنها اتجاهات عابرة وإنما هي بمثابة تأكيد للهوية في وجه التهميش والحرمان من الحقوق وتلك يمكن أن تكون مسألة حياة أو موت.
تعليقان
وهل يحتاج الشمس أو القمر لدليل لتأكيد سطوعها؟!!!! السودان إفريقي أرضا وتاريخا وثقافة وعرقياً, لكن ماذا نقول للذين ينكرون سطوع الشمس فر رابعة الظهيرة !!!
السودان افريقي المنبع والهوي