واشنطن – صوت الهامش
سلط تقرير نشره موقع معهد الدين والديمقراطية (آي آ ردي) الأمريكي، الضوء على قضية معروضة أمام محكمة مدنية أمريكية مرفوعة من جانب شركة “مكول سميث” للمحاماة ممثِلة للاجئين سودانيين في الولايات المتحدة ضد مجموعة “بي ان بي باريبا” المصرفية.
ويطالب اللاجئون بتعويض قيمته مليون دولار جزاء ما تعرضوا له من انتهاكات حقوقية على أيدي النظام السوداني وأسهمت فيها مجموعة “بي ان بي باريبا”.
ونوه التقرير الذي اطلعت عليه (صوت الهامش) عن أن تاريخ الدعوى المدنية يمكن أن يعود إلى عام 2015 إبان إقرار “بي ان بي باريبا” بانتهاك العقوبات المفروضة على النظام السوداني. وقد تم إلزام المجموعة المصرفية بدفع 8,9 مليار دولار غرامة عقابا لها على تقديم تمويلات لنظام البشير الإسلاموي.
ورصد التقرير مقترَحًا طرحه ما يُعرف باسم “برنامج تعويضات المجتمع المدني” في السودان والذي أشار بعمل صندوق يضمن استفادة الضحايا السودانيين من الغرامة.
وأوصى المقترح بأن يتم توظيف الأموال -التي قيمتها 3,8336 دولار والتي أعلنت عنها وزارة العدل الأمريكية للضحايا السودانيين- في “علاج العجز الطارئ الأكثر إلحاحا في المساعدات الإنسانية للاجئين السودانيين”، ثم بعد ذلك إصلاح التلفيات التي لحقت بالمجتمعات السودانية جراء تلك الانتهاكات التي أسهمت فيها مجموعة بي ان بي باريبا.
وأدينت شركة “بي ان بي باريبا” بالتواطؤ مع الحكومة السودانية وبانتهاك العديد من الحقوق الإنسانية في السودان.
وقد ساعدت الشركة بشكل خاص الحكومة السودانية في استغلال العائدات النفطية ، وبهذه العائدات استطاعت تلك الحكومة الحصول على أسلحة ومروحيات هليكوبتر وطائرات مقاتلة وزودت بها الميليشيات المتطرفة وانتهكت الحقوق الإنسانية للشعب السوداني.
ورصد التقرير معاناة الشعب السوداني من أعمال الاغتصاب والقتل الجماعي والعذاب الشديد إضافة إلى التشريد من الديار.
ونبه إلى أنه وعلى الرغم من استحقاق الضحايا ووفائهم بكافة معايير الحصول على تعويضات جراء كل تلك الجرائم المروعة، إلا أن العدل لمّا يتحقق بعد؛ فلم يحصل اللاجئون على تعويضات. فضلا عن أن شركة “بي ان بي باريبا” ترفض دفع تعويضات.
وثمة مشكلات، بحسب التقرير، تتمثل في أن شركة “بي ان بي باريبا” تدافع قائلة إنها ليست مضطرة للدفع للاجئين السودانيين في أمريكا بحجة أن الجرائم لم تقع على أرض أمريكية.
ونوه التقرير عن دعوى قضائية سابقة، رفعت فيها الكنيسة المشيخية في السودان دعوى قضائية ضد شركة النفط الكندية “تاليسمان إنرجي” اتهمت فيها الأخيرة بانتهاك العديد من حقوق الإنسان عبر استكشاف احتياطات نفطية بالتعاون مع الحكومة السودانية لقتل المسيحيين وغيرهم ممن يعارضون النظام.
واستندت الكنيسة المشيخية في دعواها إلى قانون الدعاوى المتعلقة بالأضرار التي يسببها الأجانب، والذي يخول الولايات المتحدة بحق الولاية القضائية على قضايا مدنية يرفعها أجانب وتحديدا تلك التي بخصوص قضايا حقوقية. وعلى الرغم من ذلك إلا أن المحكمة رفضت دعوى الكنيسة المشيخية ضد تاليسمان إنرجي.
ونبه التقرير إلى أن الدعوى الراهنة (التعويضات ضد بي ان بي باريبا) لا تستند إلى قانون الدعاوى المتعلقة بالأضرار التي يسببها الأجانب نظرا لفشل دعاوى كثيرة سابقة في الاستناد إليه.
وبدلا من ذلك، فإن الدعوى تستند إلى قانون نيويورك. وقد بادرت شركة “مكول سميث” للمحاماة برفع الدعوى، ويناضل كل من: كاثرين لي كروفورد بويد، وتوماس بي واطسون، وماثيو بيه راند في سبيل ضمان حصول اللاجئين السودانيين في أمريكا على حقهم العادل من التعويض. ويحتج هؤلاء بأن مجموعة “بي ان بي باريبا” قد كسرت القانون وانتهكت حقوق إنسانية بينما كان اللاجئون في السودان.
وتدافع “بي ان بي باريبا” بأن الدعوى يجب ردّها لأن الجريمة الفعلية وقعت خارج الولايات المتحدة ضد المواطنين السودانيين وليس لدى مواطنين أمريكيين.
ونبه التقرير إلى أن احتجاج “بي ان بي باريبا” قد ينطوي على شيء من الحقيقة لكن الحقيقة التي لا تقبل الدفع هي أن أمريكا قد تدخلت في العديد من الدول الأخرى لأن الحقوق الإنسانية لمواطني تلك الدول قد تعرضت للانتهاك.