الخرطوم _ صوت الهامش
قالت مبادرة منظمات المجتمع المدني السوداني بولاية غرب دارفور، ان الاشتباكات التي شهدتها مدينة الجنينة مؤخرا، خلفت عدد كبير من المتأثرين يحتاجون الي جبر الضرر، وتقديم المساعدات الإنسانية لهم.
وقدرت المبادرة في تقرير لها طالعته “صوت الهامش” حجم المتضررين بنحو 47 ألف شخصا اغلبهم من النساء والاطفال، يقمون في مراكز إيواء داخل مدنية الجنينة.
مضيفا ان تلك المراكز تفتقد للخدمات الأساسية ويحتاجون بصورة ماسة لجميع المساعدات الانسانية او الحماية.
موضحا ان الأزمة أدت الي خلق مشكلة كبيرة، وعرضت حياة الآلاف من النازحين للخطر، ولا سيما حقوقهم الاساسية الي خطر وجعلتهم يكافحون من أجل بحث عن سبل العيش للبقاء.
وقال التقرير، ان الاشتباكات القبلية بمدينة الجنينة، عرضت سلامة المدنيين ومصالحهم وحقوقهم الاساسية لمخاطر، حيث التحم النيران نحو 2000 منزلا بإضافة الي 3 مركز صحي، مما يتطلب تدخلات حاسمة لحماية المدنيين.
مشددا ان النازحين بالمدينة يحتاجون الي أمن غذائي، حيث يفتقرون الي مياه شرب صحية ومرافق الصرف الصحي كما أن ثمة أطفال يعانون من سواء التغذية، وتوقع ازدياد عددهم فضلا عن انتشار الامرا الوبائية.
ونبه التقرير الي ان نحو 34 مركز إيواء داخل مدنية الجنينة، بالإضافة الي 13 عيادة تواجه نقص متكرر في الأدوية ومعدات.
وتابع ان تلك المراكز الصحية لا يوجد بها غرفة ولادة، واغلاق 6 مدرسة، بسبب الحادثة، عدد الطلاب 5413، مقسم على نحو 1155طالب مرحلة الثانوي، 711 طالبة في المرحلة الثانوي، 3586 تلميذ وتلميذة في مرحلة الأساس.
ولفت التقرير ان الحادثة أدت إلى اخلل واضح في سبل العيش، ودفع الالاف من النازحين للاعتماد على المساعدات الانسانية، كما ارتفعت أسعار السلع الأساسية في أسواق مدينة الجنينة بنسبة 5 في المئة نتيجة للفراق الذي أحدثه النزوح وضعف
ثقة المواطنين في الجانب الأمني.
وأضاف ان التوترات الأمنية والفقر الذي يعيشه معظم النازحين، والموقف الأن يتطلب تقديم المساعدات وحيث يوجد نحو 17000 طفل يحتاجون لتوفير احتياجات ضرورية، فضلا عن 2414 شخص من كبار السن في حاجة الي متابعة صحية.
مشيرا الي ان معظم الاحتجاجات تتركز في عدة قطاعات بالمراكز الإيواء المنتشرة على مستوى مدنية الجنينة، والتي تقدر بنحو 34 مركزا، وأردف بالقول ان ثمة تحديات في الأمن الغذائي والتغذية والمياه، والرعاية الصحية.
ويعاني النازحين بنحو متزيد حاليا لافتقار في ابسط مقومات الحياة بنحو 9.400 أسرة لا يعرفون من أين يحصلون على وجبتهم، ويعكس هذا الوضع زيادة في نسبة معدلات الأمراض وسط كبار السن والأطفال والنساء الحوامل.
مبينا ان الحكومة، لم تقم بعمل ملموس على مستوى مراكز الإيواء، واتهم مفوضية العون الإنساني الولائية وإدارة الرعاية الاجتماعية بإعاقة عمليات توصيل المعينات في مراكز الإيواء، وابعاد المبادرات التي تعمل على التوعية النفسية. وحثت المبادرة، الحكومة الاتحادية والولاية للقيام بدورهما الايجابي لمساندة النازحين والمتضررين من هذه الازمة.
وأوضح ان الأزمة الاخيرة شكلت مؤشرات سيئة حول اهتزاز الهياكل الاجتماعية والمؤسسات المساندة لها في ولاية غرب دارفور، وان الموقف يحتاج لخدمات إنسانية والعمل لوضع خطط ترمي لأحداث تحول حقيقي في بنية المجتمع لأجل العيش المشترك، والمساهمة في تطوير الهياكل الموجودة لتمويل عمليات التنمية.
وقال التقرير، ان الولاية كانت تواجه مستويات هائلة من احتياجات في مختلف الجوانب من ضمنها ضعف الأمني، وزعزعة الأوضاع الأمنية أثناء فترة الموسم الزراعي، وذلك قبل تصاعد الأزمة بمدينة الجنينة ، مشيرًا أن أغلبية سكان الولاية يعتمدون على الزراعة لتامين حياتهم، وتابع ان النازحين فقدوا معظم محاصيلهم الزراعية جراء الحريق الذي التحم المعسكر.