سلام يا .. وطن
عندما التقينا السيد/ عيسى مارو السفير الفرنسي الأسبق ومسؤول العقوبات فى اليوناميد ، والرجل قد إكتسب معرفة عميقة بالأزمة السودانية وتفاصيلها ، وقد بدا محتاراً وهو يقول انه عمل فى الأزمة العراقية والأزمة الأفغانية وإنه قد نجح فى كل تلك الملفات الشائكة انما الأزمة السودانية قال انها أعيته تماماً ، وأكثر ماأعياه ان كل الخصماء خارج قاعات التفاوض لاحظ أنهم يقابلون بعضهم بالأحضان ويتبادلون التلفونات والعناوين ويستفسرون عن اخبار الأهل ويعزون بعضه فى موتاهم ، ولكنهم عندما يجلسون للمفاوضات تخرج كل شياطين المواقف ويظل التفاوض مليئاً بالكلام المفخخ للاسف الشديد فنخرج بعد التفاوض أسوأ حالاً مما قبله، وأضاف لنا بأن المجتمع الدولي غير مستعد لتقديم أي دعم الا فى إطار التسوية الشاملة وساق مثلاً أنهم فى فرنسا لهم من المشاكل الكثير مما يعتبر اولوية أهم من مشاكل السودان ، فحسب رؤيته ان لامجال للدعم الدولي الا عبر التفاوض..
* لم نتأكد من هذا القول الا بعد إنفضاض سامر القوم فى مؤتمر قوى نداء السودان بباريس ، وصدور بيانهم الختامي الذى صدر اول امس بنقاطه الخمس التى لم تأت بجديد سوى مناقشة الهيكلة ، اما التركيز الواضح جدا كان على الحل السياسي الشامل وجاء الحديث عن الإنتفاضة من زاوية إجبار النظام على قبول التسوية الشاملة ، فقد نفهم أن البيان الذى خرج فى وقت بالغ الحرج حمل فى طياته محاولة إرضاء كل قوى نداء السودان برغم انه خلا من إسقاط النظام وتقاطع تماماً مع ميثاق الفجر الجديد وإعلان باريس الأول ، وحاول البيان جهد طاقته ان يكون توفيقياً ومنفتحاً على القوى الأخرى . .
*وعلى علاته نقول عن البيان انه محاولة كسيرة لفرض واقع سياسي جديد يعمل على إستثمار حالة الحراك الطلابي فى مسيرة احتجاجه ، غير ان السؤال الذى يفرض نفسه ثم ماذا بعد هذا ؟ فالموقف الدولي اصبح واضح المعالم واوضح منه مواقفه المائلة كفتها تجاه الحكومة ، ولم يتحفظ المبعوثون الدوليون من اعلان هذا الموقف للمجتمعين بصيغة تهديد غير مبطن ، فخروج البيان بهذا المستوى فى ظل الواقع السياسي المستعر بالتأكيد سيشكل صدمة قوية للحراك الشبابي الباحث عن التغيير ، والفاجعة التى ستواجههم ان هؤلاء القوم لايملكون مايقدمونه لهذا الوطن المرزوء ، فلا الحكومة قادرة على فعل شئ ولا المعارضة بأحسن حالا منها فالخيار الوحيد المتاح امام شباب بلادنا هو البحث عن طريق يغزون السير نحوه مستشعرين الحضور ومستجيبين للتلبية ، ولسان حالهم يقول : تعس الحاكم والمعارض ..وسلام يااااااااوطن..
سلام يا
) كشف تقرير ديوان المظالم والحسبة العامة للعام 2015 عن تعطل بصات المارسيدس التي استوردتها ولاية الخرطوم سابقاً. وأوضح التقرير الذي دفع به الديوان للمجلس التشريعي أن البصات المرسيدس جميعها معطلة ولا تصلح للخدمة، وأكد التقرير استحالة إعادة تأهيلها لارتفاع تكلفة الصيانة. ) وبرضو تقولوا لينا حصانات ؟محل ماتسري تهري .. وسلام يا..
الجريدة الأحد 24/4/2016