كتب ــ عادل السيماوي
– في منحنى خطير يعتبر عقبة حقيقية امام عجلة التغيير مثلته ظاهر التطبل (الاعمى) والتسلق (الهش) القائم على اعتبارات خاطئة التي باتت تكتسب سلطة مؤسسية غير مؤهلة على احداث اي تطور ملحوظة يذكر في مختلف المناحي بل تجدها ساعية الى اثبات شرعيتها المختلة وبسط نفوذها الغاطسة التي تفرضها بموجب المكانة وذلك من خلال استغلال ثغرات القادة التي باتت تبدو وكأنها غير مبالية وايضا من خلال الانصياع الاعمى للمطبلين غير الواعيين بمختلف مستوياتهم مخاطرين باضعاف مسيرة التغيير وتأخير تحقيق مطالب الشعوب التي وقعت عليها مظالم تاريخية ومخفقين في ان يضعوا في الحسبان الاخطار التي تمثلها هذه الظاهرة على حركة المقاومة الداعية الى التغيير الجذرى والذى ينبغى عليها ان تتسم بكل مبادئها سلوكاً ونهجاً وتماسكاً
بعد هذه التأملات حول تقويض هذه التحديات والعقبات للمبادئ الديمقراطية القائمة على الكفاءة والمقاومة الحقيقية وينبغى علي في الصدد ان اميز بين ثلاثة انواع اساسية لهذه العقبات فى بعده السياسى على النحو الاتى:
١-عقبات بفعل انتهازية القادة المنتفعين نتاج ثغرات القادة غير المباليين
٢-عقبات بفعل عدم كفاءة الساسة المتسلقين (الهشيين)
٣-عقبات بفعل انصياع الساسة المطبلين (الفلاقنة)
فان التحديات والعقبات التي تقف امام حركة التغيير في العديد من دول العالم هى كثيرة ومتعددة العوامل ومختلفة المستويات وما لا يخفى علينا جميعا بان حركة المقاومة الوطنية في السودان ساهمت بشكل كبير وفعال في مقاومة النظالم البائد لكنها وجدت نفسها مستبعدة تماما بعد الاطاحة بالنظام والسبب يرجع الى الممارسة السياسية للاحزاب السياسية بتقديم مصالحها الحزبية والشخصية على مصلحة الوطن والمواطن وادمنت الفشل في ادارة الدولة مشكلة بذلك الدائرة الجهنمية عبر اعادة انتاج نفسها في كل حقبة تاريخية مما جعلت بعض حركات المقاومة توقع اتفاق سلام من اجل ان تكون شريكة في السلطة والثروة بحكم مساهمتها في مقاومة النظام البائد في مرحلة لم تكن البلاد في حاجة على توقيع اتفاق طالما الجميع كانوا شركاء في الاطاحة بالنظام لكنها كانت في امس الحاجة الى مخاطبة القضايا الوطنية والانسانية والاخلاقية في اطار جامع الى حد سواء بل فعلت اكثر من ذلك الى ان دعمت الدكاتورية الانقلابية في موجتها الرابعة من تاريخ السودان وعلى الصعيد الاخر أستمرت مجهودات حركة المقاومة الداعبة الى التغييرات الجذرية في المشهد الراهن الى نحو مقدر ولكنها تجد نفسها مطالبة بتقديم مجهودات ضعف ما تقدمه اي كبيرة وجابرة حتى تتناسب مع سقف طموحاتها وادعاءاتها الصادقة التى لا يلتفت إليها ايا كان في هذا العالم المتناقض الذى لا يعترف سوى بفرضية القوة الاقتصادية العملاقة والاستراتيجية القوية القائمة ضميرا واخلاقا على البراغماتية فى ظل هذه التطورات الاقتصادية والاستراتيجية العسكرجنجويدية ونفوذها الممتدة دون رادع التى تشهدها البلاد وتحدق بخطر مبطئ والذي ينبغي مقاومتها بطريقة مماثلة أكثر فعالية وحيوية حتى بلوغ غاياتها المنشودة
وبالعودة قليلا الى تاريخ اوروبا وانظمتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية سنجد انها كانت بالغة التعقيد من حيث المخاطر والمظالم التى تحيط بمجتمعاتها وحركاتها الفكرية ومفكريها ومثقفيها ورغم ذلك كانت هنالك مقاومة قوية تمضى نحو التغيير بخطى ثابتة ومتحدة احدثت تحولات فى مختلف موجاتها واستطاعت ان تحقق اهدافها
.
اخيراً فإن التسلق والتطبل واللامبالة بلا ادنى شك تأخر عجلة التغيير وتضعف حيوية مؤسساته ويقتضي ان يكون السعى نحو التغيير مسؤلية فردية قبل عن تكون مسولية جماعية وعليه تطلب التمسك بالمبادئ المشروعة التزاماً اخلاقياً ويكون الخروج من الصمت واجباً والتمرد على كل ما يتنافى مع هذه المبادئ حتمياً.
تعليق واحد
تنبيه: تأملات سياسية – Afrikan Digest