تابعنا مؤخرا أنباء وصول قوات الجنجويد الي الإقليم الشمالي تحت ذريعة حماية الحدود وردع تجار البشر..
– قبل ايام أعلنت الحكومة المصرية أن حلايب وشلاتين تابعة اداريا لاسوان وبالاضافة لذلك أجرت مناورات عسكرية علي الحدود السودانية ، ولئن فسر بعض المحللين أن هذا الوجود العسكري السوداني في الشمال جاء كرد فعل طبيعي للموقف المصري ، إلا أن حديث الأستاذ عبده دهب حول مساعي الجنجويد منذ وقت مبكّر ( ٢٠٠٥) للتواجد بالمنطقة بدوافع إنشاء سوق للإبل وزراعة وإنشاء مصنع للعلف من شأنه ان يدعونا لدق ناقوس الخطر بشأن الأسباب الحقيقية لهذا التدافع المسلح الذي يمكن ان تكون له تأثيراته السلبية علي روح الأمن و السلم الاجتماعي التي ظللنا ننعم بها في المنطقة النوبية عبر القرون ولا شك أن تواجد العناصر المسلحة بهذه الكثافة التي شهدناها في مدينة الدبة وخلافها مؤخرا يمكن ان يمثل نذير شؤم لما يمكن ان يستتبعه من تفريط لأمن المواطنين وسلامتهم بل ونشر الرعب والتوجس في أوساطهم لاسيما وتاريخ هذه القوات وممارساتها في دارفور ومناطق أخري في السودان مازال صداها باقيا في الوجدان.
ترى هل قدمت هذه الميليشات العسكرية الى الشمال لارهاب المواطنين وإسكات صوتهم المناهض لإقامة سدود الدمار في المنطقة النوبية تحت تهديد السلاح ؟
لقد طالب الكيان النوبي في بيان سابق بمناسبة اعتقال أحد ناشطينا برحيل الميليشيات الأمنية من المنطقة وإغلاق مكتب الأمن في قرية فريق الوادعة المسالمة بعد أن فسرنا عملية الإعتقال أنها من قبيل العمل الإرهابي المنظم ضد المواطنين الآمنين العزل من السلاح والتهديد المدبر لأمنهم وسلامتهم…. ها نحن اليوم وقبل أن يجف المداد الذي سطرنا به مطالبتنا بإغلاق بؤر الفوضى ومراكز الإرهاب في منطقتنا الآمنة نواجه بميليشيات الجنجويد لتشيع فيها جوا من الذعر طالما شهدنا ذيوعه في دارفور الصامدة من قبل..فليعلم هؤلاء أننا لن نسمح بتكرار مأساة دارفور في مناطقنا الآمنة التي عرفت عبر الدهور بأنها من أكثر بقاع السودان أمانا بإنسانها المتحضر وتاريخها العريق..
إننا في الكيان النوبي الجامع إذ ندق نواقيس الخطر أمام ما يحدق بِنَا من كارثة وشيكة الوقوع متمثلة في الفوضى وانتهاكات حقوق الانسان التي طالما غدت ممارساتها سمة هذه الميليشات باعتراف وشهادة المجتمع الدولي كله، نطالب باطلاع القوات النظامية المسلحة- عسكرية أم شرطية- بواجبها المنوط به لحماية الحدود والمواطنين وحل بل طرد ميليشات الأمن وقوات ما يسمي بالدعم السريع سيئة الصيت من منطقتنا الآمنة.
المكتب التنفيذي
الكيان النوبي الجامع
الأربعاء ٢٢ يونيو ٢٠١٦