بِسْم الله الرحمن الرحيم
(يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون ؟ كبر مقتا عند الله ان تقولوا مالا تفعلون)
صدق الله العظيم
كانت هذه الآية الكريمة اول ما طالعني، في مقال الطيب مصطفي، بسودانيزاونلاين بتاريخ 4 مايو2016 بعنوان ( ياويل السودان من هؤلاء).
وكعهد كتابات ( الخال الرئاسي)!! انه يزرع الشقاق ويدس الفتنة ، لأهل هذا البلد الطيب. فلقد ورد في جزئية من مقاله (( كنت قد أشرت إلى بعض ممارسات الطلاب المتمردين الذين انتشروا في كل الجامعات السودانية يخربون بيئتها ويروعون طلابها وطالباتها ويحرقون مكتباتها ومعاملها وأثاثاتها ويتسببون في إغلاقها الشهور ذات العدد محملين الكثرة الكاثرة والأغلبية الكبرى من الطلاب الذين لا علاقة لهم بما يحمله أولئك الطلاب من سخائم وغبائن وأحقاد .. )) انتهي
يا أيها الاخوان المسلمون !! الا تستحوا من الله ومن الشعب السوداني!! من الذي أدخل ثقافة العنف في الجامعات السودانية ؟؟ ومن هم الذين أدخلوا ( السيخ) !! الي حرم تلك الجامعات، كأسلحة لفض التظاهرات والانتقام من الخصوم في حلبات النقاش الجامعية!! ومن هم الذين أسسوا لثقافة الترويع والغدر والغبائن والأحقاد والتنكيل بالخصوم !! بعقود تلت مولد هؤلاء الطلبة ؟؟؟
اولم يكن ومازال ، العنف مبدأً ومنهجاً اصيلاً في الفكر الأخواني ؟؟ منذ أئمتكم حسن البنّا و سيد قطب!! ومقالات ( صناعة الموت) ( وفن الموت) !!
الم تكونوا علي رؤوس الأشهاد ! حين اختلقتم الدفاع الشعبي والجهاد في الجنوب!! وأعراس الشهيد!! ومحرقة الطلبة وشباب السودان الذين غررتم بهم باسم الدين! في حروبكم الجهادية لتُدين لكم السلطة المطلقة!!
ومؤكد كل هذا التاريخ ! لم يستوقف ( الخال الرئاسي) من الاسترسال في مقاله المسموم! قائلا
(بالرغم من أن أولئك الطلاب المتمردين يدرسون بالمجان، وذكرت أمثلة صارخة على حالة الانفلات الأمني والغفلة المؤلمة التي تبيح لحركات متمردة تشن الحرب على الدولة بأن تتمرد في قلب الخرطوم وتعيث فساداً وإفساداً وترويعاً وكأن الدولة قد انهارت أو كأن الخرطوم أصبحت جزءاً من العاصمة الصومالية مقديشو ) .. انتهي
للأسف، لقد درس الاخوان المسلمين، حكام اليوم طلاب البارحة ، ايضاً مجاناً، لكنهم بدل ان يردوا جميل هذا البلد ودينه المستحق بأعناقهم ، طفقوا يخربوا في المؤسسة التعليمية بأجمعها، بما أسموه بثورة التعليم وتعريب الجامعات !! ومن ضمن ذلك جامعة الخرطوم التي يدعي صاحب ( الصيحة) !! التحسر عليها ، وعلي مستوي طلابها اليوم !! تلك الثورة التعليمية التي تبناها المتمكنيين من امثال د مامون حميدة !! والذي عندما كان مديراً لتلك الجامعة العريقة! وضع اول معول من معاول هدمها، بان قام بتعريبها ودمج إدارة التعريب وإدارة الجامعة معاً !! تلك التجربة الفاشلة والتي أدت الي انهيار مستوي الطلبة وطلبة الدراسات العليا، وضياع تاريخ أكاديمي ناصع لتلك الجامعة المعترف بها دولياً واقليمياً؟؟ وقام بايقاف كل صور النشاط الفكري الإيجابي من منابر للحوار والمناشط الفكرية، و التي اشتهرت بها جامعة الخرطوم قبل دولتكم الاسلامية!
ثم سارع مامون حميدة نفسه، لينشئ جامعة خاصة علي طراز جامعة الخرطوم! ليجمع فيها أموال المغتربين وشقاء عمرهم لكي يتعلم ابنائهم باللغة الانجليزية!! والتي لافكاك منها لمزيد التحصيل والتقدم ومواكبة التطور العلمي، ثم بسبب سياساته القاصرة ! تحولت جامعته الي معقل جهادي داعشي لاستغلال الشباب، والاسهام في الهوس الديني الذي هدد وحدة الشعوب.
ثم تكلمنا يا الطيب مصطفي عن ( كأن الدولة قد انهارت او كأن الخرطوم أصبحت جزء من العاصمة الصومالية مقديشو) !! عجبي!!
بل لقد أنهارت الدولة وصارت كل البلاد مقديشو!! حين صار زمام الأمن بقيادة ( حميدتي) و ( موسي هلال) و ( الجنجويد) !! وصار جهاز الأمن هو السلطة التي تعلو الجيش السوداني، وانهارت الدولة حين اعتادت آذان السودانيين وهؤلاء الطلبة ، علي سماع مفردات إبادة جماعية، اغتصاب، دوشكا، وغاز خردل سام، وما خفي اعظم!!
ثم انهارت الدولة، حينما ذبحتم ومنبركم ( السلام العادل)!!! ثورا اسودا ابتهاجاً بفصل الجنوب، في حادثة ستظل تاريخية تذكر كلما ذُكر فصل الجنوب !! وعارها سوف يلاحقكم حيثما ذكرتم.
وصرح وقتها الطيب مصطفي جزلاً ( لأول مرة تحسم قضية الهوية التي دار حولها صراع بين الشمال والجنوب، لأول مرة يحدث تناغم وتجانس يؤدي إلى أن تسير بلادنا بصورة مختلفة عما كانت عليه بأن ينتهي الصراع وتنتهي أسباب الصراع بين الشمال والجنوب.) انتهي
ولكن بهجة الطيب مصطفي! بحسم ( صراع الهوية) بين الشمال والجنوب لم تكتمل ، فهاهي دارفور وطلابها وقائدهم عبد الواحد محمد النور، يقلقون مضجعه !! فهم بمنطق ( الهوية) !! ( اصحاب الجلد والرأس)!! في ( ثور) !! البلد بأجمعها !! لذلك فاليتحسس ( اصحاب العروبة)! موقعهم في الاصالة بهذا البلد!!
ولاغرابة ان يبدأ الخال الرئاسي نعيق الشؤم مجددا!! في محاولة بائنة، تصب في سياسة حكومته! في تاجيج نيران التفرقة العنصرية بين ابناءً الوطن الواحد.
فاهل دارفور لم يخرجوا من ديارهم لغابات التمرد، الا رداً للعدوان وحماية للأرض والعرض!! وكذلك خرج ابنائهم الطلبة في الجامعات، مطالبين بحقهم في المعاملة الكريمة ، ورفع المظالم عن كاهل اهلهم ووقف الحروبات بقراهم واقاليمهم بجميعها. لكن كعهد حكومة الاخوان المسلمين اقصر الطريق لمعالجة فشل سياستها، هو اللجؤ لمحاولة فصل اقليم دارفور! وتمزيق البلد لتصير بالفعل ( مقديشو الصومال) !!
و واصل الطيب مصطفي متحسراً بمقاله !! ( لكن هل هم طلاب أم متمردون أوباش ما بلغوا تلك الدرجة من الانحطاط الأخلاقي إلا بسبب ضعف الدولة التي تهاونت في ردع أمثالهم حتى غزوا جامعاتنا تحت غطاء وهمي أظهرهم طلاباً وما هم بطلاب ورب الكعبة،) انتهي
ورب الكعبة الذي به كذبا تقسمون! لستم أنتم يا الاخوان المسلمين من يتباكي علي ضياع الأخلاق !!
أتحدثون الناس عن الأخلاق!! وضعف الدولة ؟!! لقد ضعفت الدولة وتهاونت حقاً، يوم ان أعفي رئيس دولة المشروع الحضاري!! البشير، (امام مسجد) !! أتهم وقدم لمحاكمة وتمت ادانته قضائياً باغتصاب ( طالبة) ،
(أعفى المشير عمر البشير إمام مسجد أدين في جريمة إغتصاب طالبة وحكم عليه بالسجن (10) أعوام واصدر أمراً رئاسياً بإعفاء المجرم عن العقوبة بموجب القرار الجمهورى رقم ٢٠٦/٢٠١٣.) حريات تاريخ 29 اغسطس 2013 ..انتهي
ثم عاد ذلك الامام سيرته الاولي، ليؤم الناس في اشرف عمل العباد، الا وهو الصلاة! صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم حين قال ( أئمتكم شفعاؤكم، فانظروا بمن تأتمون ..)
وبعد ذلك تحدثون الشعب السوداني بضياع الأخلاق! متهمين هؤلاء الطلبة الأبرياء !! فهل هنالك انحطاط اخلاقي اكثر من الفساد في إدارة الحج والعمرة، في دولة تقول ان مرجعيتها الشريعة الاسلامية !!
(كشف تقرير المراجع العام عن تجاوزات بلغت (8) ملايين جنيه (اعترف بها مدير الإدارة المطيع محمد أحمد بنفسه) ….) ( وقامت الإدارة بفرض رسوم غير قانونية على الحجاج والوكالات خارج الموازنة دون علم وزارة المالية، ودفع مبالغ ونثريات لبعض الجهات الرقابية دون وجه حق وتوزيعها دون ضوابط وخضوعها لمزاج المسؤول وزيادة النثرية لكل من يحتج عليها،) انتهي، وان كان يتواصل نشر غسيللكم القذر!!
وتحذرون الشعب السوداني عن مقبة تردي الأخلاق ؟؟ يا الطيب مصطفي !! بسبب طلبة الهامش !! الذين لم تكن لهم جريرة غير المطالبة بالعدل ! لكن كيف تكون المطالبة بالعدل في حكومة وزيرة الدولة بوزارة العدل !! تتدخل ويتدخل رئيس الدولة نفسه، ليعرقلا سير العدالة ، في حادثة ابن الوزيرة وجريمة المخدرات الشهيرة!
(رفض الرئيس السوداني، عمر البشير، استقالة وزيرة الدولة بوزارة العدل، تهاني علي أحمد تور الدبة،….وكانت صحيفة “السوداني” قد أوردت خبر القبض على ابن الوزيرة وشاب آخر، بحوزتهما كمية من المخدرات، قبل يومين، وجاءت الوزيرة إلى القسم بحضرة وكيل النيابة وأخرجت ابنها من الحبس وفكت حجز العربة.) انتهي
ثم اتحدثوننا مزيد عن ضياع الأخلاق يا الخال الرئاسي؟ في دولة مسامرة حديثها، ما بين رئيس الدولة، وعرابها الترابي وناقل وسيط ، ان ( اغتصاب) امهات هؤلاء الطلبة ( لشرف) في قبيلتكم!! فهل هنالك سؤ اكثر من هذا؟؟
اما حسرتكم الزائفة في مقالكم في حكاية الدكتور الذي تم الاعتداء عليه في حرم الجامعة (أنموذجاً لقلة الأدب التي تردت إلى دركها السحيق بعض مكوناتنا وقوانا وأحزابنا السياسية، وكيف ضربه طالب متمرد في رأسه، وكيف وكيف وكيف ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.)).. انتهي
هل تناسيتم أنكم اصحاب القدح المعلي في حادثة عنف مشابهة!! في جامعة الخرطوم !! قبل ان يخلق هؤلاء الطلبة في الأرحام ، ! تلك الحادثة المشهورة والتي اعتدي فيها احد الطلبة علي دكتور علي سليمان عميد كلية القانون ، اذ صفعه علي خَدَه !! وتم فيها (اتهام ) !! كادر الامس ! واحد وزراء حكومتكم اليوم ( المجاهد) حاج ماجد سوار!!
وهكذا قد نال منكم الشعب السوداني كل الويل !! ولن تستطيعوا ان تزرعوا بذور الخوف والفتنة بينه وبين ابنائه!! ولن ينال الشعب الطيب بعد اليوم وَيْل !! فقلد شهد في فترة حكمكم كل أنواعه.
وتبقي يا الطيب مصطفي “فلندع الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها”.
بثينة تروس