الخرطوم – صوت الهامش
دعا الاستاذ الجامعي ومستشار رئيس الوزراء، جمعة كندة، الحكومة لمراجعة الاستراتييجية التي تتبعها في عملية مفاوضات السلام، والاستفادة من تجارب اتفاقات السلام السابقة، في المفاوضات الجارية حاليا في عاصمة جنوب السودان.
وحول الانتقادت الموجهة لمجلس السيادي في تبنيه مفاوضات السلام، قال كندة ان من حق المجلس القيام بمهام وتكوين الاجسام كـ ”مجلس الاعلى للسلام“ للمساعدة في تنفيذ وظائفه، غير انه نبه الي ان المجلس الاعلى للسلام، لن يكون بديلا لمفوضية السلام المضمنة في الوثيقة الدستورية.
وقال ان وجود رئيس مفوضية السلام في المجلس الاعلى للسلام الذي كونه المجلس السيادي، جعل ملف السلام من الناحية العملية ملفا تابعا لمجلس السيادة، داعيا الي تناقم مكونات الحكومة الانتقالية وتحالف الحرية والتغيير، توحيد رؤية واستراتيجية واضحة إزاء عملية السلام بالسودان.
وأردف قائلا: ”نحن لا نريد اتفاق سلام، مماثل للاتفاقات السلام السابقة بين النظام البائد والحركات المسلحة، في ابوجا والدوحة وغيرها“، وزاد بالقول: ”نريد سلاما ولا اتفاقات“.
وأكد كندة في تصريح لـ ”صوت الهامش“ تعيينه مستشارا لرئيس الوزراء السوداني، عبدالله حمدوك، وذلك لمساعدة الحكومة الانتقالية، تحقيق اختراق في المسارات التي تشهد حالة من الجمود، خاصة المفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية ”شمال“ قيادة عبد العزيز ادم الحلو، وذلك لأجل الوصول لسلام.
منبها الي ان السلام في اقليم دارفور، سيظل منقوصا بغياب ، حركة تحرير السودان قيادة عبدالواحد محمد النور، في مفاوضات السلام بجوبا، بجانب تراجع حركة تحرير السودان قيادة مني اركو مناوي، وانساحبها من الجبهة الثورية.
ولفت كندة بالقول: ”لن نتحدث عن سلام، دون ان تكون جميع حركات الكفاح المسلح، المؤثرة جزء من عملية السلام، وان الرؤية الكلية للسلام تحتاج تضافر الجهود ودعم فكري وفني من الخبراء للحكومة الانتقالية“.
ويرى كندة انه لو كانت ثمة رؤوية وتنسيق بين الحرية والتغيير ومجلسي السيادة والوزراء، من الممكن ان يتحصلوا على وثيقة مكتوبة ومعلنة تجاه السلام، ويتم تقديمها في المفاوضات، وعندها تجد الحركات المسلحة نفسها في موقف واحد وواضح، وان ذلك من الممكن ان يساهم في التواصل لاتفاقية سلام واحدة.
وذكر ان غياب الرؤوية الموحدة، أدت الي تقسيم المفاوضات الي مسارت، تتمخض عنها مجموعة اتفاقات يصعب التنسيق بينها، وأعرب عن أمله للمساهمة في تنسيق الجهود وتقويها لضمان توقيع اتفاقية سلام بالصورة التي يريدها الشعب السوداني.
ومنذ عدة أشهر بدأت حركات الكفاح المسلح، والحكومة الانتقالية في السودان، مفاوضات السلام، في عاصمة جمهورية جنوب السودان، في خطوة يأمل المشاركين في المفاوضات وضع حد للحرب الاهلية في السودان التي استمرت لعقود من الزمان.