الخرطوم ــ صوت الهامش
قال الكاتب والروائي السوداني، عبد العزيز بركة ساكن، إن احتقار اللهجات المحلية، هو ناتج عن تعالي وهمي لا مكان له في الواقع، وتابع ”إذا أردنا تواصلا حميما بين هذه الشعوب، لا بد أن نعرف لغاتهم ولهجاتهم، تلك التي يتبادلها العشاق وتتحدث بها الأمهات إلى أطفالهن ويستخدمها المغنون.“
وعن التأثير الذي أحدثته روايته ”الجنقو مسامير الأرض“ لدى القارئ العربي، قال ساكن : ”في ظني، أهم أثر هو أن أنها جعلت القارئ العربي، في صلة مع اللهجة العربية السودانية، أي أنها جعلت التواصل ممكنًا، أو أنها حطّمت أسطورة سيطرة لهجات مركزية على الأدب المكتوب في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الناطقة بلهجات عربية متعددة.“
كما وفرت نوعًا من الاطمئنان في إمكانية التواصل بين هذه الشعوب بلهجاتها المحلية، وتشجع أيضًا الكتاب والكاتبات الذين يترددون في استخدام لهجاتهم المحلية في الكتابة السردية.
وأضاف ساكن، في حوار أجرته معه وكالة الانباء العراقية، أن الأمر ممكن، كما هو معروف أنه لا يوجد شعب في العالم يستخدم اللغة العربية الفُصحى في معاملاته الحياتية اليومية، خارج المدارس ومكاتب العمل والتدوين الرسمي.
وحول تعامل النقاد مع رواية الجنقو مسامير الأرض، ذكر ساكن أن تعامل النقاد، ومنذ صدور الرواية، بجدية، أنهم انقسموا إلى شقين لا وسط بينهما، الاول أعجب بها، وكتب عنها دراسات تحليلية جيدة، وعميقة، والثاني، كرهها، وكتب تقريراً إلى السلطات الشرطية، وطالب بمنعها وحرقها وتوقيف كاتبها، وتابع قائلاً ”كلا الفريقين أسهم في لفت انتباه القارئ.“
وبشأن روايته ”مسيح دارفور“ التي رصد فيها معاناة سكان دارفور، هل استقى تلك المعاناة من واقع عشته أم من متخيل عاشه آخرون ؟ قال ساكن ”كنت هناك، في ميدان المعركة، حيث أعمل مستشارا للمنظمة السويدية لحماية الأطفال واليونيسيف، وكنت أدرب الجنود الوطنيين والأمميين والثوار المسلحين، على حقوق الأطفال والقانون الإنساني الدولي.“
وزاد ”رأيت كل شيء، شممت فساء البارود، وضجيج المدافع، وآهات الجرحى والمغتصبات، لقد شهدتُ الدم والنار وصمت الإنسانيَّة: كان نعيق الصمت مؤذيًا.“