الخُرطوم – صوت الهامش
قال الروائي والكاتب السُوداني،عبدالعزيز بركة ساكن،أن الحكومة الإنتقالية الحالية كسيحة وفقيرة وبائسة تتناوبها الخطوب والعقبات،وتعترضها المحن والإحن .
وأشار إنها ليست لديها مواردا إقتصادية ولا تمتلك القدرة لتنشيط ما كان خاملاً،مؤكداً أيضا أنها ليست بقدر الحٌلم والتضحيات التي قدمها الشعب السُوداني.
ونوه ساكن في تدوينة له عبر صفحته في “الفيس بوك” أن الحكومة فشلت حتي الان في إستعادة المال المنهوب بواسطة جماعة المخلوع عمر البشير وحزبه البائد،وفشلت في تصفية سلطاتهم وتنقية المؤسسات من فسادهم .
وأضاف “بل انها مازالت تضم في جوفها أسوأ القتلة والسفاحين الذين قامت الثورة من أجل إنهاء طغيانهم”.
وأوضح إنها لم تتخذ أية تدابير عملية من أجل سلامة المواطنين في دارفور من هجمات المليشيات المُسلِّحة، فضلاً عن فشلها الذريع والواضح في ملف اللاجئين والنازحين الذين مازالوا يقيمون في المُعسكرات التي لا تتوفر فيها أدني مستلزمات الحياة وحقوقها المشروعة،ويتعرضون بصورة متواصلة لهجمات مُسلِّحة من جهات تعرفها الحكومة.
وتساءل بركة هل تستطيع حكومة مؤقتة في عامها الأول أن تَصَحُّحِ ما أُفسد في ثلاثين عاماً؟”ممثل في الفساد الإقتصادي والسياسي والفساد المجتمعي،والتفرقة العنصريِّة الموروثة .
واستغرب بكيف لحكومة يافعة ذات تكوين غير ثوري أن تقوم بفعل ثوري ويتمثل ذلك في “تنقيح اللغة، بناء دولة مواطنة،وإصدار القوانين الرادعة التي سيقوم عليها سودان المستقبل .
ولفت بانها عاجزة في أن تشكل مجلساً تشريعيِّاً ثوريِّاً مؤقتاً” وأضاف بقوله ” هل تستطيع حكومة يرأس مجلس سيادتها جندي ربيب الحاكم الذي ثارت ضده الشعوب، في تصفية الحزب الذي كان ينتمي إليه، دونما يعمل هو نفسه ليل نهار في إخفاء وحرق وإعدام الوثائق التي تدينه هو شخصياً، وتدين تنظيمه؟”.
وتساءل ساكن عن الوسيلة التي يمكن أن تسيطر بها الحكومة على الموارد التي تنعم بها البلاد والتي تحرسها المليشيات المُسلِّحة التي تعتبرها ملكاً خاصاً لقادتها الذين هم جزء أساسي من منظومة حكومة الثورة؟
وطالب بحماية الحكومة الإنتقالية من السقوط،ومساعدتها وتقويمها بالنقد ، لجهة أنها مُحاصرة من قبل العسكر والجنجويد وبقايا المؤتمر الوطني وأصحاب الأغراض من المجتمع الدولي أصدقاء السوء.
ودعا الحكومة على تنفيذ خططاً اقتصاديِّة وأمنيِّة واجتماعيِّة سليمة ومرضية للجميع مقابل ما دفعه الشعب السُوداني من مال التبرعات لصناعة عقد إجتماعي بين الشعب والسُلطة عقداً أبدياً لا يمكن إلقاؤه.
مًشيراً إنَّ ما يقدمه الشعبُ ليس هبات، بل سُلطة وتابع قائلًا ” أنت لا تُعطي مالك هَبَاءً، بل تأخذ مقابل ذلك سُلطة طاغية فاعلة وإيجابيِّة، أنك تشتري الأسئلة وتختبر الإجابات وتتفحص المعنى. إن مالك هو صوتك وتوقيعك على العقد الإجتماعي بينك وبين السُلطة”.
تعليق واحد
فشلت كل الفشل