ايليا كوكو
رأس الافعي تطل من وراء الاكمة و اعداء الثورة السودانية يبدعون في تغيير وجوههم و تبديل أقنعتهم . فالحبرباء تتلون بحسب البيئة و تغير الوانها لتوائم المكان و الزمان . زمرة العهد البائد و بقايا النظام يبعثون جديداً و يسطون علي مسرح الاحداث في السودان . هذا كما لو ان المقولة التي تقول ( التاريخ يعيد نفسه ) هي مقولة صحيحة مئة بالمئه . ابداً فهذه المقولة غير صحيحة و التاريخ لا يمكن ان يعيد نفسة و عقارب الساعات لا تعود الي الوراء فالماضي و لي وفات . فالشعوب الحرة لا تركن في الماضي و تتباكي علي الاطلال لكنها تمسك بتلابيب زمام الحاضر و لتكتب ما تريده في الحاضر و المستقبل .
شق المجلس السيادي العسكري السوداني يعمل جاهداً للألتفاف علي الثورة السودانية المجيدة و تستهدف شقه المدني و تجتهد لكسر عوده و هو يعمل في الخفاء كعدو الثورة المتنكر في صورة الحليف و الصديق … فكلما تعثرت الثورة في سيرها و خطواتها نحو تحقيق اهدافها بفعل متاريس شريكها السيادي عاد الي الاذهان ما يقوله البعض ( لم تسقط بعد ) !
فالمجلس السيادي العسكري يحن الي الماضي بمحاولته دفع عقارب الساعة في الاتجاه المعاكس لشعارات الثورة . و هذا المجلس السيادي يريد تعبئة ذات المشروب القديم في ذات القناني القديمة ليعيد تسويقها بدون حياء او خجل . فما الفرق الباين دونكم من خلال ممارسات شلة المجلس العسكري برئاسة البرهان و ممارسات المخلوع و زمرته في عهده البائد . تم استبدال الافراد و ظلت الافعال و الممارسات نفسها كما لو ان لعبة الكراسي تمت في السودان .
فملف السلام الذي نصت الوثيقة الدستورية بتبعيتها لمجلس الوزراء تم اختطافه مبكراً من قبل مجلس السيادة . ليتم حجب الدور الرئيسي لمجلس الوزراء في مفاوضات السلام في جوبا ليتم الالتفاف علي السلام و اخراجه بما هو عليه بواسطة المجلس الاعلي للسلام .
و هذا المجلس الاعلي للسلام كان هو البديل المناسب المناط به أجهاض عملية السلام في جوبا و هذا ما تم فسيظل السلام في السودان ناقص حتي يقوم مجلس الوزراء بدوره المناط به في تحقيق السلام الشامل في السودان .
و ها هو المجلس السيادي يقوم بنفس السيناريو و بنفس طريقته لأجهاض دور البرلمان او المجلس التشريعي بأعلان ما يسمي بشركاء الفترة الانتقالية كخطوة استباقية لقيام المجلس التشريعي و خطف دورة و الالتفاف علي مهامه التشريعية و تغييبه دوره الرئيسي كبرلمان .
هان الوقت ليقوم مجلس الوزراء بالمهام الموكلة اليه بنصوص الوثيقة الدستورية كاملاً بشجاعة و ان لا يترك الامور علي عواهنه ليقوم الاخرين بتقزيم دوره و تغييبه او التقليل منه . فلابد لمجلس الوزراء من الاضطلاع بدوره الكامل حسب صلاحياته الدستورية و الثورية فهذا المجلس الوزاري هو الابن الشرعي للثورة و هو المالك لحق الثورة و القائم بأمر الثورة و الشعب .
و ها هي الثورة تجدد الثقة في دولة الرئيس عبدالله حمدوك لانه الجدير بتنفيذ واجبات الثورة و تحقيق تطلعات الشعب السوداني بتحقيق السلام الشامل الكامل . فلابد من السيد رئيس الوزراء القيام بكل الادوار الموكلة اليه في شعارات الثورة ( حرية سلام و عدالة ) و تلك الشعارات يجب ان تتنزل الي أرض الواقع حرية و سلاماً و عدلاً . فكل الشعارات ذهبت مع الريح و العواصف هباءاً منثوراً في الفترة الماضية و تم الالتفاف عليها و اجهاضها . و الوقت الان في صالح حمدوك بأستعادة الثقة فيه و عبدالله حمدوك هو رجل المرحلة القادمة . فعليه بتقديم الرؤي المستقبلة للسودان و الدفع دفعاً جديداً للدماء في شرايين الثورة بعد ان اكتسبت الخبرة العملية و عرفت نقاط الضعف و الفشل و السقطات .
نأمل بأن يوقف رئيس الوزراء في الفترة القادمة بأن يكون مبادراً و غير مستسلماً قوياً لا يهاب لومة لائم و لا يخشي قول مشاتر و بالله التوفيق و السداد .