مبارك اردول
في هاتفي المحمول وأنا أشاهد إحتفالات إستقبال أسرى جهاز الأمن الذين هربوا من معسكرات الجيش الشعبي يوم أول أمس شد إنتباهي شي برغم مما أعترى الحدث من ملابسات إكتنفت القضية، شد إنتباهي الصور التي شاهدتها في وجوههم وأدعوا السودانيين وكل المهتمين بقضايا الحركة الشعبية لمشاهدتها والتأمل فيها، هذه الصور إن عبرت عن شي فهي تعبر عن الشهادة على المعاملة الإنسانية من الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان لأسرى النظام الذين في يدها وتراها عزيزي القارئ شاخصة الأن في وجوه هؤلاء الأسرى الهاربين.
أنظر لها بدقة وأسأل نفسك وعد السؤال مرة أخرى ! هل هؤلاء كانوا أسرى أم سواح؟ ولما هم في كامل الأبهة والصحة و السلامة حتى لاتظهر عليهم أي آثار للتعذيب؟
أنظر اليهم بهذه الوجوه النيرة والصحة الكاملة التي تبدو عليهم والنعمة التي كانوا فيها حتى لاتكاد تفرق بينهم وبين الجمهور الذي أستقبلهم، أسأل نفسك مجدداً وهم وسط هذا الحشد أي منهم هو كان وقع في الأسر؟ …
هؤلاء يمهرون شهادة حية وموثقة لاتستطيع الجهات التي تسعي إلي تشويه صورة الحركة الشعبية أن يمحوها مهما فعلوا.
هؤلاء برغم إنتمائهم لأكثر الأجهزة دموية في النظام إمتهنوا القتل والسحل وتعذيب السودانيين والسودانيات وملطخة أياديهم بدماء الأبرياء وتلعنهم كل الأسر والبيوت السودانية ولكن بعد أن وقعوا في يد الحركة الشعبية والجيش الشعبي لم تنتقم منهم ولم تعاملهم معاملة غير إنسانية تمس كرامتهم كبشر أولاً و كسودانيين ثانياً مهما كان إنتماءهم الإثني والديني والجهوي فقد قضوا معنا فترة وعادوا كما تروهم الآن وهم في هذه الصور أدناه والصورة لاتكذب ولا تتجمل.
هذا بالرغم من ملابسات ذهابهم وحنق وعدم رضى قطاع عريض من عضوية الحركة ومؤيدها مما حدث، وهذا الحنق والزعل والغضب مبرر طبعاً لأننا عضوية حركة وتنظيم لا يقبل عضويتنا ولايعرفون الهزيمة والتقصير والنكسات أبداً مهما صغرت وهو سر نجاحنا وبقاءنا.
هذه الصور أيضا رسالة لمن يروجون بأن الحركة الشعبية لو وصلت الخرطوم فإنها ستنتقم من بعض الإثنيات وستستبيح عرضهم وأرضهم ومالهم، نقول لهم هل يوجد أسوأ من أفراد الأمن الدموي والمستبد، فإذا صح هذا الزعم كان علينا البداية بهم سيما وهم أسرى مغلوبين ومسلوبين الإرادة وفي يدنا حيث فمن السهل جداً قتلهم بدم بارد إستجابة للغبن من نظامهم عامة وجهازهم على وجه أخص، ولكن الصور أيضا تقول لا يوجد عندنا غبن ولا عقلية إنتقام وحتى نحن في قمة حربنا وهجومكم علينا ، لايمكن أن نتخلى عن قيمنا الإنسانية وروحنا التي تمتاز ونشأت على الشجاعة والتسامح والتضحية ونكران الذات .
لا أريد أن أقول لكم أقلبوا الصورة لتتخيلوا أسرانا في يدهم كيف كانوا سيبدون وسيظهرون إذا عرضنا صورهم، فأنتم تعرفون ماذا فعل هؤلاء بالرفيق العميد أحمد بحر هجانة والملازم أول موسى شنتو وأسرى ومعتقلي النيل الأزرق وحتى معتقلي التظاهرات في المدن وأخيراً الرفيق التوم حامد توتو، هذا ناهيك عن المعتقلين المدنيين في الخرطوم والولايات في بيوت الأشباح ومعتقلات الأمن المتعددة.
أخيرا نقول لأسرى وسواح جهاز الأمن لقد عرفتمونا وصوركم هذه دليل عبرها سيتعرف وسيتاكد الشعب السوداني عننا وعن الروح والقيم التي نتمتع بها وسيضحض الأكاذيب والصور الزائفة التي يحاول أجهزة النظام دمغنا بها، هذه الصور رسالة لتأسيس قيم الإنسانية وإحترام كرامة البشر لمن يروها.