الخرطوم _صوت الهامش
سجل عدد النازحين داخليًا في السودان انخفاضًا بنسبة 2.4% خلال الأشهر الثلاثة الماضية، في أول تراجع منذ اندلاع الأزمة قبل نحو عامين، وفق ما أعلنته المنظمة الدولية للهجرة .
وأوضحت المنظمة أن الانخفاض يعود أساسًا إلى عودة بعض النازحين إلى مناطقهم الأصلية، رغم استمرار الأوضاع الإنسانية المتدهورة هناك.
وقالت المنظمة، في تقرير صدر يوم الخميس، إطلعت عليه (صوت الهامش) إن 396,738 شخصًا عادوا إلى ولايات الجزيرة وسنار والخرطوم منذ ديسمبر 2024، في محاولة لاستعادة حياتهم بعد أشهر من النزاع. غير أن هذه العودة تتم إلى مناطق تعاني من دمار واسع، ونقص حاد في المأوى والغذاء والخدمات الأساسية، فيما تزايدت أعداد النازحين في ولايتي شمال دارفور والنيل الأبيض بسبب تدهور الأوضاع الأمنية.
وأكد رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في السودان، محمد رفعت، أن “رغم رغبة الكثيرين في العودة إلى ديارهم، إلا أن الظروف اللازمة لعودة آمنة ومستدامة غير متوفرة بعد”، مشيرًا إلى النقص الحاد في الخدمات الأساسية، مثل الرعاية الصحية والتعليم والحماية، إضافة إلى غياب البنية التحتية والقدرة المالية لإعادة بناء الحياة.
وبحسب آخر تحديث لمصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة، فإن السودان يستضيف حاليًا 11.3 مليون نازح داخلي، بما في ذلك النازحون قبل وبعد اندلاع النزاع، حيث تأتي غالبية حالات النزوح من الخرطوم وولايتي جنوب وشمال دارفور. كما اضطر نحو أربعة ملايين شخص لعبور الحدود إلى دول الجوار، وعلى رأسها مصر وجنوب السودان وتشاد.
ويعيش معظم النازحين في أوضاع إنسانية متردية، حيث لا تتوفر لهم الخدمات الأساسية، فيما يشكل الأطفال أكثر من نصف النازحين، بما في ذلك 27% دون سن الخامسة، و28% من الفتيات تحت سن 18 عامًا، وفق التقرير.
ووصف رفعت النزاع المستمر منذ عامين بأنه “أدى إلى أكبر وأخطر أزمة إنسانية في العالم، حيث يحتاج أكثر من 30.4 مليون شخص أي أكثر من نصف سكان السودان إلى المساعدات الإنسانية، بينهم 16 مليون طفل”. وأضاف أن تخفيضات الميزانيات الدولية للمساعدات تفاقم الأزمة وتزيد من معاناة المتضررين.
وتسعى المنظمة الدولية للهجرة إلى جمع 250 مليون دولار لمساعدة 1.7 مليون شخص في حاجة ماسة للدعم، إلا أن الخطة لم تتلق حتى الآن سوى 6% فقط من التمويل المطلوب بحلول فبراير 2025