لندن – صوت الهامش
عندما صنعت “سهلي زودي” التاريخ هذا الأسبوع بتعيينها كأول رئيسة “لإثيوبيا” ، كانت لديها رسالة للبرلمانيين الذين يستمعون إلى خطاب قبولها.
كان خطابها عنواناً مرصعاً بالعديد من الإشارات حول المساواة وتمكين المرأة، حيث قالت للبرلمان: “إذا كنت تظن أنني تحدثت كثيراً عن النساء بالفعل، فأعرف أنني قد بدأت للتو”.
ويعني تعيين “سهلي” ، وهي دبلوماسية مخضرمة، خدمت في العديد من المناصب لدى “الأمم المتحدة” ، أنها ستكون السيدة الوحيدة التي تتولى منصب رئيسة دولة في أفريقيا كلها، كما أن رئيسة وزراء “ناميبيا “ساره كوغونجلو اماديلا ” تعتبر رئيسة الحكومة الوحيدة في القارة.
وفي تقرير ل” الإندبندنت ” البريطانية، يقول أن القارة الإفريقية تضم الآن أربع رؤساء، بدءاً بالرئيسة الليبيرية السابقة ” إلين جونسون سيرليف” و التي كانت أول رئيسة نسائية سوداء في العالم، وأول رئيسة دولة منتخبة في أفريقيا في عام 2005.
كما أدت “جويس باندا” اليمين الدستورية كرئيس ل”مالاوي” في عام 2012 ، بعد وفاة الرئيس الحالي بينما كان في منصبه.
و بعد ثلاث سنوات، أصبحت “أمينة غوريب فاكيم” رئيسة ل”موريشيوس” ، إلا أنها أضطرت إلى الاستقالة في وقت سابق من هذا العام بسبب مزاعم عن مخالفات مالية.
و في عام 2012 ، تم انتخاب “نكوسازانا دلاميني-زوما” ، وزيرة للشؤون الداخلية في “جنوب أفريقيا”، و كأول رئيسة ل ” الاتحاد الإفريقي”.
ويأتي تعيين ” سهلي ” بعد أسبوع من قيام رئيس الوزراء الإثيوبي “أبي أحمد” بتشكيل نصف حكومته الجديدة من النساء، بما في ذلك أول وزيرة دفاع في البلاد، حيث كانت سابقة هي الأولى من نوعها أن تشغل النساء الإثيوبيات الكثير من المناصب الحكومية الرفيعة المستوى، بالإضافة إلى ما يقرب من 40 في المائة من المقاعد في البرلمان.
و تقول “الإندبندنت” أنه على الرغم من الاحتفال الكبير، إلا أن دور “سهلي” كرئيس له وزن رمزي يتجاوز حدود إثيوبيا، حيث غرد ” فيتسم أريجا” – رئيس هيئة موظفي رئيس الوزراء – عبر ” توتير” قائلاً: ” في مجتمع أبوي مثل مجتمعنا، فإن تعيين رئيسة دولة لا يضع معايير للمستقبل فحسب، بل أيضاً يجعل المرأة صانعة قرار في الحياة العامة” .
لكن ما وراء التغييرات، و في قلب أروقة السلطة في العاصمة “أديس أبابا” ، لا تزال التفاوتات بين الجنسين قائمة في ثاني أكبر دولة إفريقية من حيث عدد السكان، ففي العام الماضي، إحتلت “إثيوبيا” التي تعدّ أحد البرامج الأساسية لبرنامج المعونة الأيرلندية ، وهو برنامج الحكومة للتنمية الخارجية ، المرتبة 121 من أصل 160 دولة في مؤشر الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين، و القائم على التدابير الاجتماعية والصحية والسياسية.
وو فقاً لإحصائيات تابعة لليونيسيف، فلا يزال زواج الأطفال شائعاً في أثيوبيا، حيث تتزوج 58% من النساء قبل بلوغهن سن الثامنة عشرة، ولا يزال تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية شائعاً، حيث تخضع 74 % من الفتيات والنساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و 49 عاماً لتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية تحت مسمى “الختان” .
بعد أن أقسمت اليمين هذا الأسبوع، تحدثت “سهلي” عن دور المرأة في مواجهة تحديات البلاد، حيث قالت “إذا كانت الإصلاحات التي بدأناها، يقودها الرجال والنساء بنفس القدر و على حد سواء، فإن البلاد ستنسى في وقت قريب الفقر والتخلف وتتحرك نحو الازدهار” ، مضيفةً : ” أن الإثيوبيين بحاجة إلى “بناء مجتمع يرفض اضطهاد المرأة” “.
ووفقاً لما جاء في تقرير”الإندبندنت” فإن تغييرات تجري في “رواندا” المجاورة، حيث أعلن الرئيس “بول كاغامي” أن النساء سيشكلن نصف الحكومة الجديدة للبلاد، كوزراء للتجارة والتخطيط الاقتصادي، حيث قال “كاغامي” : “إن زيادة عدد الوزيرات، من شأنه أن يحسن من فعالية الحكومة، كما ويلاحظ أيضاً أن عدداً أكبر من النساء في أدوار صنع القرار أدى إلى انخفاض في التمييز بين الجنسين والجرائم المرتكبة على أساس نوع الجنس”.
وفي الشهر الماضي، أعلن رئيس “مالي” عن تشكيل حكومة جديدة تضم 30 % من الإناث، بما في ذلك مناصب رئيسية مثل وزير الخارجية، و في “نيجيريا” تعهد أحد المرشحين (الرجال) للرئاسة في الانتخابات المقبلة في البلاد بمنح 40 % من المناصب الوزارية للنساء والشباب.
في حين أن العدد المتزايد من النساء اللواتي يخدمن في وزارات الحكومة في جميع أنحاء القارة، يساعد في تغيير وجه السياسة الأفريقية، يشير الأكاديميون إلى أنه لا يزال هناك بعض الطرق لقبول المرأة في صناديق الاقتراع، ومن بين تسع رؤساء دول وحكومات تسودها إفريقيا حتى الآن، كان اثنتان منهن فقط لديهن تفويض انتخابي لقيادة بلدانهن، فعلى سبيل المثال، فشلت “جويس باندا” من “مالاوي” في الفوز في الانتخابات الرئاسية.
و ختاماً، كانت الحصص بين الجنسين أساسية لتعزيز التمثيل النسائي السياسي في العديد من البلدان عبر القارة، لقد كانت “رواندا” رائدة في هذا الصدد، حيث شكلت النساء 63% من مجلس النواب في البرلمان – وهو الأعلى في العالم- كما تم تقديم حصص للجنسين في “بوروندي” و “أنغولا” و “موزامبيق” و “ناميبيا” و “جنوب أفريقيا” و “تنزانيا” و “أوغندا” و “إريتريا”.