الخُرطوم-صوت الهامش
تفاجأ رواد عدد من المواقع الإلكترونية في السودان،موخراً بعدم قدرتهم على تصفح المحتوى المنشور في تلك المواقع من دون الاستعانة ببرامج مساعدة على فتح صفحات “الويب سايت”،ملاك المواقع اعتبروا أن ذلك بسبب حجبها من قبل جهات في الحكومة الانتقالية،اتهموها بالوقوف وراء تعطيل المواقع الالكترونية .
كثيرون اعتبروا ما تعرضت له المواقع الالكترونية ردة في الحريات وعودة لعهد النظام السابق في تكميم الافواه ومصادرة الحريات الصحفية حيث كان يعمد النظام السابق على مصادرة الصحف وفي بعض الأحيان إغلاقها لاشهر بسبب ما تسميه تجاوزها للخطوط الحمراء.
خلافاً للمواقع الالكترونية التي يجد روادها صعوبة في تصفح محتواها فإن الحملة المجهولة شملت صفحات مؤثرة في “الفيس بوك” منها صفحة “الخبير الإقتصادي حمدوك” وصفحة “عين على السودان”،ومنصة “ياسين عمر” الإخبارية.
إتهام موظفين
وتتهم جمعية الصحافة الإلكترونية موظفين صغار بالدولة وراء حجب عدد من الصحف الإلكترونية واستبعدت أن تكون الحكومة وراء هذه الخطوة أو أنه عمل مرتب ومنظم وقالت “دا كلام ليس في محله”.
وأشار رئيس جمعية الصحافة الإلكترونية عبد الباقي جبارة إلى أن الموضوع متعلق بأكثر من زاوية خصوصا وأن الحكومة نفسها على لسان صلاح مناع اشتكت من حجب خدمة الدفع الإلكتروني إلى جانب نفي وزير الاتصالات حجب المواقع وقال هذه جهة رسمية يجب الإعتماد على حديثها.
وأضاف جبارة في حديثه ل”صوت الهامش”إن الخطوة وراءها دافع خصوصاً وأنها لم تكن بصورة رسمية وربما تكون تمت من قبل موظفين صغار بطريقه ليس فيها قرار سياسي أو صادر من مسؤول قد يكون تدبير فردي غير مؤسسي ، وزاد “اذا حصل من الدولة والمسئوليين فهي جريمة كبيرة وإعاقة ” .
وقال نحن نرفض أي ردة عن الحريات والدولة يجب أن تحمي الحريات والمؤسسات الصحفية وفقا للقانون والضوابط ، ودعاء جميع القبيلة الإعلامية والعاملين بالصحف الإلكترونية خصوصا إلى ضرورة التوحد والدفاع عن مهنتهم وفقا للضوابط والقوانين.
بدوره يقول جاد الرب عبيد رئيس تحرير موقع “إسكاي سودان” أنه ما تزال الجهات الرسمية ووزارة الإعلام على وجه الخصوص تلتزم صمت مريب حيال إغلاق المواقع وكانما الأمر لا يعنيها ولا يقع تحت دائرة اختصاصها.
وطالب جاد الرب في تعليق ل”صوت الهامش”الجهة التي دفعت بقائمة المواقع للمعلوماتية ان تمتلك الشجاعة وتعلن عن نفسها طالما أنها ترى أن هنالك دواعي حقيقية تتطلب عدم ظهور تلك المواقع،وأضاف”تعلم الجهات المعنية ان قرار الحجب كارثة وردة عن الحريات التي تصدح بها الحكومة من حين لآخر لذلك توارت عن الانظار”.
وأشار أن حجب المواقع بهذه الطريقة يؤكد التاثير الكبير لها في الساحة السياسية،ودعا الجهات الرسمية ان تخرج إلي العلن وتعالج هذا الخطأ الكارثي وان كان لديها تحفظات على المواقع لا مانع من سلك الطرق القانونية.
صمت الحكومة
الحكومة بدورها لزمت الصمت حيال ما يجري وتعذر الوصول لوزير الاتصالات هاشم حسب الرسول رغم الاتصالات المتكررة التي أجراها “صوت الهامش” بمكتب وزير الاتصالات تعذر الحصول على تعليق رسمي حيال ما تعرضت له المواقع الالكترونية،فيما نفي وكيل أول وزارة الثقافة والإعلام الرشيد سعيد يعقوب علمه بما جرى للمواقع الالكترونية وقال ل”صوت الهامش”،أنه في مهمة خارج السودان،ولكن بحسب علمه أكد أن لجنة إزالة التّمكين نفت علاقتها بما تعرضت له المواقع الالكترونية.
كثرة المواقع
اللافت في الأمر أنه في الفترة التي أعقبت سقوط نظام الرئيس المخلوع عمر البشير،ظهرت عشرات المواقع الالكترونية،بعضها معروف ملكيتها حيث تتبع لصحفيين وإعلاميين معروفين،غير أن أغلب تلك المواقع الالكترونية،غير معروفة لمن تتبع ومن أين تتلقى تمويلها؟
البعض يرى أن هناك جهات سياسية في الداخل والخارج تقف خلفها،كما أن اخرون يقولون بأنها تتبع لجهات إستخباراتية وأمنية لها إرتباطات خارجية تسعى للدخول في المشهد السوداني والتأثير عليه عبر الاعلام،هذا الإتهام نفاه رئيس تحرير موقع “إسكاي سودان” جاد الرب العبيد،وقال في تعليق ل”صوت الهامش”،أن أغلب هذه المواقع تعمل بمجهودات ذاتية في ظل إنعدام الموارد الي تعينها،مبيناً أن ما الت إليه الصحافة خلال الفترة الماضية هو الذي قاد الصحفيين للتفكير عن وجود بدائل أخرى للمحافظة على المهنة،كما هو الحال في تأسيس هذه المواقع،ولفت أن اتهامهم بالتبعية لجهات إستخبارية احاديث غير صحيحة.
إلى ذلك يقول الصحفي والإعلامي خالد الفكي أن التضييق الذى تعرضت له الصحافة السودانية وانعدام الحريات، بالإضافة إلى تدني اقتصاديات المهنة بسبب الظروف الاقتصادية، فضلا عن عدم وجود كوابح قانونية تتعلق بالنشر والإعلام الإلكتروني، من أهم الأسباب التى جعلت الكثيرين يلجأون لإقامة منصات إلكترونية بمختلف مسمياتها.
وأضاف “ربما من الطبيعي ان يتخذ أهل الإعلام مثل هذه المسارات، ولكن المدهش ولوج من لا صلة له بالمهنة في مجال انشاء منصات إلكترونية باستخدام مختلف تطبيقات السويشال ميديا خاصة الفيس بوك والواتساب مما قاد لوجود تناول سالب لمواد يزعم البعض انها صحفية”.
وأكد الفكي أن أغلب هذه المواقع يقف خلفها صحفيون وسياسيون دون شك لهم أجندة حزبية، كما لا استبعد وجود أيادي للمخابرات خارجية تستهدف السيطرة على المسرح السياسي بنشر معلومات واخبار مفبركة او لا تتسق وجوهر الحقيقة.
ونوه ان محاولات إغلاق وسيطرة الدولة على تلك المواقع من خلال حجبها لايتسق ومبادىء التعبير والحريات الصحفية بعد الثورة، وأن كان من ضرورة لابد من وضع مطلوبات واشتراطات وفق القانون وليس التعدي والتغول كما كان يحدث خلال نظام البشير الإخواني.