إن فوكس
نجيب أبوأحمد
[email protected]
عامان حسيران من عمر الشعب السوداني ذهبا هدراً فبعد ان أرتفع سقف الامل لسودان جديد ينعم بالحرية والسلام والعدالة اذا بالأوضاع تنتكس الى اسفل سافلين وبدلا من ان يعبر السودان الى الامام لكنه تدحرج الى الخلف اكثر من مائة عام حتى وصل الحالة التي كان عليها سنة ٦ وهي سنة المجاعة الشهيرة التي تسبب فيها صلف الخليفة التعايشي وحكومة القهر والظلم التي تسلطت على السودان في ذلك العام الشهير حيث كان السودانيون يموتون في الطرقات من المرض والجوع كما ورد في دروس التاريخ والتعبير ليس مني ولكن من خبير اقتصادي لا يشق له غبار الوزير السابق والمفكر الاقتصادي المتميز دكتور التجاني الطيب الذي قال (ما حدث الان لم يحدث الا في مجاعة سنة ٦ أي قبل أكثر من مائة وثلاثين عاما).
نعم رجع القحاتة بالسودان قرناً ونصف وادخلوه في نفق يصعب الخروج منه باخوي واخوك وهاهو الوطن يترنح تحت سنابك التضخم والغلاء والانفلات الامني والعلاقات الخارجية الهشة ماذا استفاد الوطن من حاضنة ومن خبرات الاحزاب الصغيرة التي انطوت عليها ؟؟؟؟؟
لم يتحسن الاقتصادو جيوشنا التي خرجت ولم تعد ولم تتحسن علاقتنا بالعالم من حولنا ،،. ولم يرفع السودان من قائمة الارهاب رغم ان النظام البائد الذي دمر البلاد قطع شوطاً في هذه التسوية ورفعت عقوبة الاوفاك تمهيداً لانهاء ذلك المسلسل العبثي كل ذلك يعمق من حيرة وحسرة الثوار الديسمبريون الأشاوس الذين أسقطوا نظام الإنقاذ الفاسد في ديسمبر (كانون الأول) 2018م لم يكن ذلك عشمهم ان يعود الوطن القهقرى ولم تكن الثورة عشوائية أو محض صدفة وإنما ولدت ثورة ديسمبر المجيدة بعد قهر وظلم ومعاناة وجماهير الشعب ممثلة في لجان المقاومة كانت رأس الرمح في التغيير ولكن الحاضنة السياسية الحرية والتغيير بعد تشكيل الحكومة الإنتقالية سارت على نفس نهج النظام السابق وأسوأ وأصبح المواطن يرزح تحت نير أزمة الفقر والجوع والمرض وفرض علينا الاختيار بين الجوع والمرض ولقمة العيش اصبحت شبه مستحيلة وبلغة الرندكة الثورية ( كتمت) والمواطن أصبح (كنب) فلس شديد ويفتقد إلى تكاليف حفار القبور والصفوف الثلاثية أصبحت برنامجاً ثابتاً أضف إلى ذلك الفشل الذريع في توفير الامن والاستقرار.
لا اريد أن أخوض في الحالة التي يمر بها الشعب السوداني الآن فلن أضيف جديد فورق اللعب أصبح مكشوفاً بعد محطة سلام جوبا وأصبح العنوان الظاهر حلف ثلاثي ولكن الجوهر حلف ثنائي وكما قال حميدتي لقد انفرزت الصفوف وبعد خروج الأحمر مهندس اللعب أصبح القحاتة يترنحون وسيغادرون بالتونسية ولجان المقاومة قالت كلمتها ويكفي الكلمات النارية التي قالتها الخنساء الديسمبرية المناضلة أم الشهيد هزاع في منبر سونا لا تراجع عن مطالب الثورة ولا تصالح مع فلول النظام والإسراع بمحاكمة المتهمين في مذبحة القيادة العامة.
لقد استفاد الانتهازيون في غرف القحاتة من الثورة لكن الثورة لم تستفيد منهم غير انهم شوهوا أهدافها وسرقوا صوتها وأصبحت المشاريع السياسية مشاريع شخصية تقوم على المحاصصة وتوظيف الاقارب والسكوت على سرقة الوطن جهارا نهاراً في حوادث عديدة مثل تعويضات الجنيد والسكوت على فضائح الفاخر التي قتلت الجنيه السوداني وأصابت الاقتصاد بالشلل الرباعي بجشعها وتصرفاتها غير المسؤولة والتي طفحت في كل وسائل الاعلام كل ذلك لم يشبع غرور من سرقوا الثورة من القحاتة وجلسوا على كراسي الحكم وتضخمت كروشهم من الاموال المصادرة والابتزاز والكذب على الجماهير وتخديرها.
وثالثة الأثافي مشروع التمكين طويل الأجل حيث نصب كل حزب صغير من القحاتة عشرات من كوادره في مفاصل الدولة فظهرت نسخة التمكين الثانية في أسوأ صورها فاذا كان تمكين النظام البائد قام على الفساد والمحاباة فلقد كان صريحا ومكشوفاً للجميع قبل التغيير أما تمكين القحاتة فهو جريمة مزدوجة اذ أساء للثورة ودماء الشهداء وتنكر للمبادئ التي هتفت بها جموع الثوار وتنكر لالتزامات كوادر قحت المستوردة في ميدان الاعتصام عندما أعلنوا أنهم لن يشاركوا في السلطة ولن يركبوا العربات الفارهة فهاهم الان (كأولاد الطهور ) يمتطون الافانتي وعربات الدفع الرباعي وآخر برستيج وفرحين ويستمتعون بامتيازات لا يستحقونها.
المطلوب من الحكومة القادمة والتي ستقوم على اطلال حكومة القحاتة الكسيحة المتأسفة ان تراجع ملفات الوظائف وتبتر كل من وظفتهم قحت وفتح الباب للمنافسة لكل السودانيين على اساس الكفاءة لا على اساس المعتقد السياسي وان يكون برنامج الحكومة القادمة بعيداً من عبث القحاتة ومراجعة البرامج الفاشلة ورفع الدعم العبثي وكل قرارات الوزراء القحاتة في المجال القانوني أو الاقتصادي ومواجهة تدخل الاستخبارات الخارجية والسفراء المتسيبين في شؤون السودان اذا لم تصحح الحكومة القادمة هذا المسار بكل قوة وتزيل تمكين القحاتة فستقع في نفس الخطأ الذي سيطيح بها كما اطاح بالقحاتة.
كتبنا مرارا وتكرارا عن مكامن الخلل ولكن لا توجد اذن صاغية ولا عقول واعية وحاضنتنا السياسية المتأسفة تبقى منها القليل ومنداحة مع لوردات الحروب ومكونات الوهم في المؤتمرات والمواكب التي تجوب الولايات ونست الهدف الرئيس مطالب الثورة والثوار والمواطن أصبح بين مطرقة كورونا وسندان الموت جوعاً وإذا إستمر الحال على ما هو عليه توقعوا مليونية أخيرة تحمل شعار( نكون أو لا نكون) وأنتم تعلمون أن الشوارع لا تخون وبكرة قريبة والنار قربت من الحطب.
لك ألله يا وطني فغداً ستشرق شمسك