عبدالباسط محمدالحاج
نشرت صحيفة سودانيز اونلاين الآلكترونية مقال كتبتة شخصية تسمى (عبير المجمر سويكت )بعنوان ..(مؤامرة الحلو وعبدالواحد والهدف واحد )..
المطلع علي هذا المقال يستقرء وبما لا يدع مجال للشك مدي الغبن والعنصرية التي بانت علي كاتبت المقال وعن مدي النظرة الدونية التي يتمييز بها الصفوة وإدعاء الأستاذية في السياسة بمنطق يجيز لهم رسم الخطوط السياسية العريضة ويجب علي الكل السير علي نهجها وغير ذلك فأنت مرتزق او عميل او عنصري ..!
وصفت صاحبة المقال المذكور أعلاه الأستاذ عبدالواحد بأنه مجرد (مكوجي ) ليست إلا ووزنه لا يتجاوز هذا الوزن الذي رسمتهم له إنطلاقا من نظرة الصفوة لهذه المهنة..
فالنتوقف قليلا عند هذا المصطلح ، أن إطلاقها لهذا المصطلح يكن ناتج عن فراغ فالنعيد الذاكرة للوراء قليلا فأثناء مجريات التفاوضات فى ابوجا عندما رفض عبد الواحد التوقيع علي الإتفاقية بإعتبارها لا تلبي طموحات شعبه حينها قال له نافع علي نافع (أنت فوراوي اتعلمت سياسة متين ذاتك ) .! نموذج هذا الوصف والوصف المذكور فى المقال يستبطن العنصرية الواضحة وضوح الشمس ونظرتهم كصفوة يتفقون فى خطابهم تجاه الآخرين فإنها عندما اطلقت مصطلح مكوجي فهو إمتداد للعقل الباطني لها ونظرتها لأصحاب هؤلاء المهنة الشريفة الذين أتو من خلفيات جغرافية محددة بعينها بحثا عن لقمة العيش الكريمة بعدما شنت عليهم الأنظمة المركزية الصفوية القابضة والمتوالية حروبات مستمرة وقتل وإغتصاب وحرق للقري وتشريد لخيرة شبابهم عبر مواكب الموت إلي اوربا بحثا عن حياة كريمة بعد ان ضاقو زراعا بسياساتكم الرعناء والسلوك العنصري الذي تمارسه الحكومة ضدهم و عندما عجزت الحكومات ان تعالج مثل هذه الأمراض العضالة التي تسببت فى تقدم السودان إلي الوراء دوما..
عبدالواحد هو الذي رفض أن يبيع قضية شعبه فى سوق النخاسة العالمية والإقليمية مقابل مناصب وضيعة لا تلبي ولا تعالج الأزمة الحقيقة للدولة السودانية والتي من ضمنها الخطاب الذي أطلقته كاتبة المقال .
الوزن السياسي لا يعني رضوخ القائد للمجتمع الدولي والأرتكان لقراراته التي يضع مصلحته فيها اولا ، الوزن السياسي هو أن يتمسك القائد بالمبادئ التى خرج من أجلها ويؤمن بها والتي ضحى من أجلها العديد من الشهداء بأرواحهم إيمانا منهم بأن هذا السودان لا بد ان يكون خاليا من امثال هذا الخطاب العنصري البغيض .
الوزن السياسي هو ان لا يضع القائد رضى المجتمع الدولى أنما رضى ومطالب الجماهير العريضة التي تنتظر الخلاص وتحقيق غاياتها وبالطبع يتمتع عبد الواحد بذلك .
إعتبرت الكاتبة إن اللقاءات الأخيرة مع الإستاذ عبد الواحد وإستقالة الحلو هو أمر مطبوخ او مرتب من قبل الأثنين ..
هؤلاء القادة يتمتعون بأفق تحليل عظيم جدا يتيح لهم قراءة مآلات هذا الواقع بكل وضوح وإلي أين يتجه وما هي الحلول الممكن ، رؤية عبدالواحد لمسار الجبهة الثورية وموقفه من نداء السودان منذ العام 2013 كان واضحا جدا وقد حدد مساره بكل شجاعة وعبر عن موقفه فكانت النتيجة كما توقعها تماما ، فإن كنتي تملكين ناصية التحليل السليم للواقع السياسي ومجرياته أعيدي قراءاتك لموقف هذا القائد بصورة مجردة من إنتماءاتك وإنطباعك المسبق عنه او إنطباع النظام القائم عنه والنسخة التي يطلقها على قادة الهامش .
القائد عبد العزيز الحلو رجل حكيم وسياسي عظيم له باع وتاريخ عريق فى العمل النضالي الثورى مشهود له بعقله المتزن لا ينكره إلا مكابر ..ولكن لماذا سمت إستقالة الحلو وموقفه بالعنصرية ؟
فهي وكل الصفوة ينطلقون من منصة واحد وهي أن الخرطة السياسية التي رسموها للشان السياسي العام لابد ان تسير وفقا لتحليلاتهم وإدارتهم لأي حراك جماهير وسبق القيادة والسيطرة غير ذلك فالإتهام بالعنصرية اول تهمة ترمى على الآخر..
فهي لم تقل هكذا أقوال مريضة إلا ولأن هؤلاء القادة قد خاطبو الأزمة السودانية بكل شفافية وصراحة دون تملق لكم او لسياسياتكم التي قد ولى عليها الدهر وتم نسفها ، فالأزمة السودانية المستمرة تاريخيا تحتاج إلي أمثال هؤلاء القادة الذين لا ينكسرون ولا يخشون فيما يؤمنون به وما يحملونه من مشاريع وآمال وطموحات لدولة سودانية حديثة تحفها القيم الإنسانية النبيلة عنونها مواطنة متساوية مابين (المكوجي) وصاحب أكبر شركة لتوريد الحديد والسيخ ، دولة تنعم بالعدل والحرية والسلام تكون الديمقراطية قيمة سامية وليست شعارات مرفوعة ، فهم الذين عليهم الرهان هم أمل جموع الشعوب التي تنتظرهم فى معسكرات النزوح واللجوء ومهاجرين الخارج واصحاب الأعمال الهامشية من مكوجية وبياع التسالى و غسالي العربات التي تمتلكونها باموال الشعب المغلوب عليهم وناقلي النفايات وكل الجماهير العظيمة فلهم التحية من قبل ومن بعد….