الخرطوم ــــ صوت الهامش
قال المفوض السامى لحقوق الانسان فى السودان فولكر تورك ان ” قوات الدعم السريع لا تزال تواصل احتلال المناطق السكنية، وإجبار المدنيين على ترك منازلهم، ونهب ممتلكاتهم”،واضاف ” وفي كثير من الحالات، قتل أولئك الذين يقاومون ونوه الى انه ومنذ “بدء الصراع، وقع الشعب السودانى في دائرة لا نهاية لها من العنف الناتج عن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع فى وقت ليس هناك امل في الأفق”.
ونوه الى ان ” قوات الدعم السريع إحتلت؛ مئات المباني المدنية، بما في ذلك المستشفيات والمباني السكنية، واستخدمت الكثير منها لأغراض عسكرية،حيث اضطرت ثلاثة أرباع المستشفيات فى الخرطوم إلى إغلاق أبوابها بسبب احتلالها أو تعرضها لأضرار بسبب القصف أو بسبب نقص حاد في الإمدادات الطبية. وقد تم تدمير آلاف المباني العامة والمنازل نتيجة للغارات الجوية والقصف”. وزاد “يجب أن يتوقف هذا الصراع المروع قبل فوات الأوان لانتشال السودان من الكارثة.
وشارك فولكر اليوم، فى” حوار تفاعلى خلال اعمال الدورة الرابعة والخمسون لمجلس حقوق الإنسان بجنيف”.
واشار المفوض، الى ان الصراع العبثى و الذى سيدخل شهره الخامس الجمعة المقبلة؛ اصاب الصراع الاقتصاد بالشلل ودفع الملايين إلى حافة الفقر و أدى إلى توقف الخدمات الأساسية في المناطق المتضررة من القتال – مثل التعليم والرعاية الصحية”. وتابع ” أظهر لنا هذا الصراع الذي لا معنى له، والعقود من الدكتاتورية العسكرية التي سبقته، بما لا يدع مجالاً للشك أن الحكم العسكري لن يحقق الاستقرار في السودان”.
وتابع “على الرغم من الوعود المتكررة من جانب الجانبين بالتحقيق في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وانتهاكات القانون الإنساني الدولي، إلا أن الصمت كان يصم الآذان، دون محاسبة أحد”،
ولفت ” الأسبوع الماضي؛ قتل أكثر من 103 مدنيين خلال العمليات العسكرية التي قام بها الطرفان في الخرطوم وأم درمان، بينهم العديد من النساء والأطفال،منهم 51 قبل يومين في غارات جوية على منطقة جنوب الحزام ــــ وهو أحد أعلى عدد قتلى في حادث واحد منذ بدء القتال”.
وادان اتورك ” الاحتجاز التعسفي الواسع النطاق للمدنيين؛ من قبل الطرفين، لافتا إحتجاز المئات – وربما الآلاف – بمعزل عن العالم الخارجي في ظروف مروعة ،من النشطاء السياسيين و المدافعين عن حقوق الإنسان و أعضاء لجان المقاومة”، مشيرا الى ان ” جريمتهم المزعومة هي الدعم أو الدعم المتصور للطرف المعارض، أو معارضة الحرب، أو ببساطة تقديم المساعدة الإنسانية للمحتاجين”. وتابع” قد تعرض العديد منهم للتعذيب فضلا عن إختفاء نحو 500 شخص في الخرطوم وحدها”.
وقال اتورك ان “الهجمات ذات الدوافع العرقية التي ارتكبتها قوات الدعم السريع والميليشيات العربية المتحالفة معها فى غرب دارفور ادى لمقتل مئات المدنيين غير العرب خاصة المساليت،بالعاصمة الجنينة”، وتابع “قوات الدعم السريع الآن تسيطر على جميع المحليات في غرب دارفور باستثناء اثنتين “.لافتا الى تزايد الخسائر في صفوف المدنيين بولايات دارفور الاخرى، واضاف انه “يشعر بقلق بالغ إزاء الدعوات التي أطلقها طرفى الحرب لتسليح المدنيين،وتورط الميليشيات في صراع الميليشيات،ذات الصبغة قبلية أو عرقية”.
وقال اتورك إنه يشعر” بالاشمئزاز عندما اسمع عن انتشار وباء العنف الجنسي المرتبط بالنزاع ، واضاف ان مكتبه تلقى حتى العاشر من سبتمبر ، تقارير موثوقة عن 45 حادثة، شملت ما لا يقل عن 95 ضحية، من بينهم 75 امرأة ورجل واحد و19 طفلاً”، وزاد ” هذا قمة جبل الجليد، منوها الى ان معظم التقارير من ولاية الخرطوم وولايات دارفور وكردفان. وان – حوالي 78% – كانوا رجالاً يرتدون زي قوات الدعم السريع أو رجال مسلحين تابعين لقوات الدعم السريع”.