[quote]بدايتي مع التصوير عندما أنجبتني والدتي في (قطية) مظلمة علي يد قابلة بلدية[/quote]
الخرطوم:صوت الهامش
المصور محمد علي بكور (سنغور) من المصورين المبدعين أستطاع أن يحجز لنفسه مكاناً بين عمالقة المصورين بفعل أعماله الإبداعية ، تعرض غضون الأيام الماضية لحادث استفزازي عنصري الا ان دافعه كان فضح هؤلاء العنصريون من خلال أعمال التصويرية التي تعكس التنوع في السودان ،سعت إليه (صوت الهامش) واستنطقته حول قضايا شتي فخرجنا بحصيلة وافية من الإجابات.
عندما انجبتني والدتي خديجة بت حسين في قطية مظلمة على يد قابلة بلدية في ليلة خريفية من سيول وفيضانات العام1987 عندها لم يستطيعوا ان يوقدوا نيرانهم ليطهوا لي قدرا من الطعام بفعل السيل الذي غطى كل اليابسة مباركة لهذالاسم ( محمد تيراب ) الذي اختصر مع تقدم الايام وتنازلا للحداثة التي اختصرت وغطت علي كل الأشياء سأل محمد ، اوقدوا قدرهم على سطوح براميل الزيت اصراراً منهم وشكرا للرب ، علاوة لكوني الولد الوحيد واخر عنقود اسرة خلف خمسة اخوات ،ولقبني الحبوبات ب ( كوي توك ) اي الابن الوحيد بلغة الفور ، وبما انني اصور بمخيلتي التي تشكلت بفعل الاحداث التي تتراي لنا مسبقاً ونسجلها ونشاركها فكل هذا صور صورتها واصورها اشاركها واتداولها هي بدايتي مع التصوير .
وعن لماذا إختيار التصوير اجاب سنغور ل(صوت الهامش) كل الأسباب السابقة التي ذكرتها كانت محرضة لي علي التصوير الفوتوغرافي ، وأشار بانه لم يكن يدري هل لانه شغوف ومحب للحياة كما يصفه أصدقاءه ؟ بيد أنه أكد بأنه لا يدري ذلك ولكنه لفت بأنه يتواجد ويسعى وبكل حواسه و زائقته ،لان يمتلك اللحظة التي لا يريد لها ان تنفلت قبل ان تسجل في زاكرته لجهة ان الكاميرا كانت صديقه الوفي لتنفيذ المهمة على أكمل وجه.
وعن أفضل الأوقات لالتقاط الصور ذهب “سنغور” في حديثه انه عادة ما يذهب التقنيون إليّ أن الساعة الذهبية ( golden hour) اي أوقات الشروق والغروب هي أفضل أوقات التصوير ،الا انه يرى ان كل الأوقات أفضل وأنسب للتصوير بفعل الحلول والوسائط التكنلوجية الحديثة التي تم توظيفها بشكل صحيح عوضا عن إنها تحاكي العين الطبيعية المجردة.
وعن كيفية إختيار الصورة ووظيفتها جملها “سنغور” في إثنين وقال بأن للصورة وظيفتان حصرها في الحقيقة والجمال
لشرط تكوينها ، الحقيقة بمعنى إنها نريد تثبيت حدث معين وتوثيقه او لمناقشة قضية ما وتسليط الضوء عليها او توصيل فكرة ما ، الجمال بصيغته المجردة والتاويلية ونسب اختلافها من معيار إلى أخر وفقا للبناء الجمالي للمتلقي.
وعن صورة ما زالت عالقه في خاطره واذهانه قال بأن الخاطر دائما ما ينشد الكمال فمن الصعوبة بمكان في المجالات الابداعية ان تصف عمل تم إنجازه انه في خاطرك ، انا ما زلت سجين أشواقي، و لايوجد في خاطري سوى التوق والشوق لأعمال ابداعية قادمة وقادمة .
وحصر “سنغور” إشكاليات التصوير في المحيط السوداني وقال بأنه ما يزال قيد التشكل ، رغم قلته مؤكدًا بأنه لا يستطيع ان يجزم بأن هناك تصوير بمعناه المدرسي ، لعدم اهتمام الدولة بكتابة منهج يدرس التصوير الفوتوغرافي للاجيال ، وأضاف ان من بين إشكاليات التصوير في السودان الوعي بالصورة وفهمها وخصوصيتها وشروط أستخدامها وتداولها من ناحية ،وإشكالات مادية من حيث التكاليف الباهظة للكاميرات ومعداتها مما يجعلها متعالية وصفوية وبعيدة المنال للشباب المتشوقين للانخراط في المجال من محدودي الدخل فضلا عن المضايقات الامنية التي تلاحق المصورين وتحول بين إبداعهم، قال بانها تلعب دورا سلبيا في خلق مساحة للمبدعين .
وبحسب “سنغور” قال بأنه تأثر بكل الأعمال المميزة للمصورين الفنانين الذين اتيحت ليه الفرصة للتعرف على اعمالهم بيد أنه أظهر إعجابه بصور لأعمال المصور السوداني المبدع جداً ضياء خليل الذي قال بأنه يمنحه الجمال بكل خصاله فضلاً عن إعجابه باعمال المصور خالد بحر وقال بأنه من المصورين القلائل الذين يبصرون بعين رسالية هادفة .
وشخص “سنغور” الواقع السوداني وقال بأنه ملئ بالتعقيدات الا أنه قال بأنه يظل البلد المتعدد الثقافات والأعراق والأديان ويحمل الكثير من الصور المدهشة والقضايا الملحة إجتماعية منها وسياسيةً واقتصادية وأشار بأنه يحاول بجهده ان يستنطق كل هذا بعين الكاميرا لعلي اوفق .
وكشف عن وجود ثلاث مشاريع فوتوغرافية لديه من بينها طباقتنا هو فكرة برنامج تلفزيوني عن المطبخ السوداني يسلط الضوء على ثراءه وتطويره والمحافظة عليه من الاندثار وهو من إعداد وفكرة الأستاذة شيراز مختار ،
“بين الماضي والحاضر” مشروع جمالي يربط بين الأجيال القديمة والحديثة ، “من عادات وتقاليد” وهي مقاربة جمالية بحتة ومخاطبة لقضايا أراها ملحة بجانب مشروع “عن البيئة والتغير المناخي” قيد العمل.
[metaslider id=8155]
المصدر :صوت الهامش