في ظل هذه الأجواء التي يخلقها الاستبداد وأذرعه من إحتكار للسلطة واستخدامه الوسائل المختلفة لإدامة نفسه من خلال آليات تتفاوت من التجهيل إلى التفريق. ومحاولة ضرب القوي وتشتيتها واختراقها وشغل المواطنين من خلال شغلهم واشغالهم بسياسات الفقر والتجويع والتقتيل، وكذلك إستخدام الأعوان من منتفعين وانتهازين (من مخبرين وعناصر امن) ، وفتح السجون وتعذيب البشر وسحق الإرادة وخنق الحرية وإشاعة التغييب والإلهاء بتوافه الحياة والمخدرات وغيرها من وسائل التغييب .
وهي تفعل ذلك من أجل أن يعيش المواطن متغربا عن ذاته, مستباحا ومعرضا لمختلف المخاطر, فهو على الهامش تشغله لقمة العيش, ولا يجد مخرجا سوى الخضوع،
يجتر هزائمه الخاصة وانكساراته العامة وهو مغلوب على أمره, عاجز عن التغيير أو تحدي قوى الاستبداد.
ان العلاقة المباشره بين الفساد والإستبداد تتمثل في أن الفساد عندما يستشري ويترسخ فإنه يعمل على حماية نفسه,, وذلك بابقاء كل الهياكل التي أنتجته على حالها وتقويتها ,غير مبالين وذلك ضماناً لإستمرار المناخ الذي يضمن لهم المزيد من التربح وإستغلال النفوذ, وهى تعنى قبول أفراد المجتمع لكل حالات الفساد سواء كانت صغيرة او كبيرة واقتناعهم بوجود الفساد والتعايش مع صوره وأنماطه المختلفة بل وافساح المجال لها. و المسئول الفاسد هنا يكون أكبر من القانون فيحاول ترسيخ هذه الثقافة بخلق وعى زائف لدى المواطنين باقناعهم أنه ليس بالإمكان أفضل مما كان وتتحول مؤسسات الدولة الأساسية إلى مؤسسات يلفها الفساد و تكون هناك توجهات مطالبة للجماهير بضرورة التضحية وربط الاحزمة من أجل الوطن وغيرها من شعارات جوفاء,, فلا يجدون أمامهم الا التكيف مع أنماط الفساد دون محاولة تغييره او السعي إلي ذلك !!
زينب كباشي عيسى