عبدالمنعم سليمان
أخيراً حقق لنا ” رئيسنا ” فتحاً إسلامياً جديداً نباهي ونفاخر بِه وسط “الأمم الإسلامية” ، فقد حطم الرقم القياسي في “الحرب والحج” ، ذلك الرقم المسجل باسم الخليفة العباسي الأشهر “هارون الرشيد” .. والذي ظل مُحتفظاً به لفترةٍ تجازوت الألف عام ، قبل أن يأتي المُشير المؤمن “عمر البشير” وينتزع منه اللقب عن جدارةٍ وتفوق وبفارق كبير من النقاط ..
لا يفوت على القارئ إن الخليفة “هارون الرشيد” كان يُحارب عاماً ويذهب حاجاً في الذي يليه ، حتى لُقِب بـ “الخليفة الذي يغزو عاماً ويحج عاماً” ، لكن غزواته كانت موجهة بالأساس ضد الامبراطورية الرومانية ، ولتوسيع رقعة الدولة الإسلامية .. بينما سلفه “البشير” يحج ويغزو شعبه الأعزل “سنوياً” – ولله الحمد والشكر – وبالأنتينوف يا هارون لا بالمنجنيق !
ضحكت حتى كِدت أن أسقط واقفاً ، وأنا أشاهد صورة “رئيسنا” في أرض الحرمين وهو يؤدي مناسك العمرة .. فلم تشعرني صورته وهو في ملابس الإحرام بالوقار والرهبة الملازمين لعظمة زيارة بيت الله الحرام .. بل بدأ لي كما “طرزان” وهو شبه عارِ من ثيابه .. ونظر إلى الكاميرا بنفس نظرة “طرزان” التي رأيناها في القصص المصورة وهو يتأهب لتسلق جبل من الجبال ..
تعجبت حقيقة كيف يجرؤ شخص على الوقوف بين يدي الله ويديه ملطختين بدماء الأبرياء وسيرته مكتظة بنهب أموالهم وهتك أعراضهم – يا الله – وإندهشت ، كيف يمكن لهذه الكتلة من الكذب والدناءة أن تقيم المناسك مع الأخيار والأطهار من بقية عباد الله ؟ وتخيلت منظر الشيطان الرجيم وهو يخرج أنيابه السوداء مقهقهاً وهو يري “عمر البشير” يتمخطر وسط عشرات الحراس في طريقه إلى “البيت” الذي يحرسه الله !!
ولا أعرف حقيقة ، ولا أتدخل في مشيئة الرحمن الرحيم – معاذ الله- ولكن السؤال يداهمني رغماً عني : هل سيتقبل الله علّام القلوب هذا الدجل البائن؟ فالرجل كلما قتل نفساً أو هدم بيتاً أو ثكل أماً أو رملّ زوجاً يمم شطره نحو البيت الحرام .. لأن أحدهم واسمه “البخاري” لا يزال يسمم عقول وأفئدة الملايين بأقاويله التي لا تنتهي قد أخبره بان يقتل ويسرق ويرتكب كل الموبقات ثم يأتي إلى “بيت الله” وسيرجع منه كما ولدته أمه ، لأن ” الحج يجُبُّ ما قبله” !! ولكن الحمد لله الذي لا نعبد إلا إياه ، ان الرحمن الرحيم لا يخدع ولا يُخدع ، ولا يرتشي .. لأن الله ليس “ثامبو أمبيكي”.