«سلسة مفاهيم وخطوات عملية مرجوة نحو مدنية الدولة السودانية[66]»
بقلم/موسى بشرى محمود على-05/07/2020
يعاني اللاجئين السودانيين في الجارة ليبيا أشد معاناة وتراخى كبير ونسيان ممنهج من قبل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ال UNHCRومنظمة الهجرة الدولية الIOM وبقية الشركاء من المنظمات العاملة فى مجال اللاجئين.
يبلغ عدد اللاجئين السودانيين المقيدين فى سجلات المفوضية حوالى 30/000 لاجئى سودانى/سودانية أو يزيدون.
ينحدر غالبية اللاجئين السودانيين المتواجدين في الأراضي الليبية من إقليم دارفور التى فروا منها بسبب جحيم الحرب اللعينة التى شنتها حكومة المخلوع عمر البشير ضد قراهم ومناطقهم ومارست ضدهم كل سياسات «القمع، القهر،الاذلال،الاهانة، القتل الممنهج،اعتقالات تعسفية ،تصفيات جسدية على أساس عرقى،ابادة جماعية بالإضافة الى اغتصاب ممنهج بقصد كسر شوكتهم والنيل منهم» حيث فقدوا أهليهم وذويهم وممتلكاتهم الخاصة وأعمالهم والمسارح التعليمية بمستوياتها المختلفة.
أما القسم الثانى أيضا” من أبناء الهامش فى ولاية جنوب كردفان والنيل الأزرق وشرق السودان الذين لاقوا الكثير من الويلات والتهميش والقتل والتصفيات الجسدية.
القسم الثالث فهم المنحدرين من ولايات وأقاليم سودانية أخرى لم تحدث فيها حالات إبادة جماعية أو تطهير عرقى وغيرها من جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية لكنهم عانوا من ويلات التهميش فى مناطقهم التى لاذوا منها بالفرار نتيجة لعدم توفر مقومات الحياة الأساسية لديهم.
توجد جنسيات أخرى من اللاجئين غير السودانيين مثل:«السوريين، الأثيوبيين،الصوماليين،اليمنيين،فلسطينيين،العراقيين»تسهل لهم تكملة اجراءاتهم فى أزمنة قياسية دون السودانيين وبالتحديد اللاجئين القادمين من إقليم دارفور حيث مكث الألاف منهم سنينا” من الانتظار والمعاناة برغم امتلاكهم كل الأوراق التى تؤكد لجوئهم الى ليبيا من دارفور وغيرها من المستندات لكن الواقع فى الأرض خلاف ذلك.!
لاحظ الكثيرين من اللاجئين السودانيين أعمال محاباة وتفضيل جنسيات على أخرى فى خدمة اللاجئين وعندما يذهب اللاجئى السودانى الى المفوضية للاستعلام عن أخر التطورات فى ملفه يوعده موظف المفوضية بأنه سيتصل به لاحقا” وقد يمكث لأكثر من سنتين ولا يجد منهم تلفون أو اتصال يفيد استعلامه!
وعندما يذهب للمرة الثانية والثالثة وهكذا دواليك من الوعود التى تطلق بغرض الالهاء بينما لا تحدث هذه المعاكسات والمضايقات لدى الجنسيات الأخرى وهنا تكمن الكارثة!
هناك حكاوى ومآسي للاجئين سودانيين تقشعر لها الأبدان والمفوضية غير مهتمة بأمرهم بل يحاول بعض موظفي المفوضية التغريد خارج سرب قضايا اللاجئين السودانيين.
يذكر أن المفوضية أهملت البت فى قضايا اللاجئين السودانيين وصرفت النظر عنهم ولم توليها أدنى اهتمام ولم ترد على استفساراتهم تجاه مصيرهم الغامض وتتعذر المفوضية بضياع ملفاتهم بالإضافة الى غياب المعينات الأساسية لهم من ماء ومأكل وغيره من المعينات الضرورية.
الكثير من اللاجئين قابعين فى السجون الليبية يعيشون أوضاع سيئة للغاية والمفوضية تلزم الصمت دائما”.
أضف الى ذلك توقف عمل المفوضية بسبب جائحة كورونا ولا جديد من المفوضية تجاه اللاجئين السودانيين حتى اليوم ولا يعرف متى يتم توطين الذين تم حصرهم قبل سنوات خلت والذين ما زالوا قيد الانتظار للحصول على الاعتراف من المفوضية!
توجد شكاوى عده من اللاجئين السودانيين فى ليبيا تفيد بل تؤكد بأن هناك مجموعة كبيرة منهم قد أكملوا كل اجراءاتهم ولم يتبق لهم الا القليل من الإجراءات مثل إجراءات السفر للبلاد التى تم توطينهم لديها وعندما يذهبون للمفوضية لمتابعة أحوال ملفاتهم يتفاجؤون بفقدان ملفاتهم ويطلبون منهم عمل معاينة وإجراءات جديدة وإدخال بيانات جديدة قد تستغرق هذه العملية أعواما” عده للنظر فيها والسؤال المنطقى هو لماذا وكيف تضيع المفوضية الملفات؟ وبأى حق يعاد اللاجئى للمعاينة مره ثانية؟ ومن هو السبب فى الإهمال هل المفوضية أم اللاجئ؟ ولماذا لم يبلغ اللاجئى من قبل بفقدان ملفه بدلا” أن يستعلم هو بنفسه ويتفاجأ؟!
هناك رسائل مناشدة مهمة ضمن هذه القضية لابد من ارسالها الى جهات الاختصاص الأتية للقيام بواجباتهم ومسؤولياتهم تجاه اللاجئين:
رسالة للمفوضية السامية لشئون اللاجئين في ليبيا
-على المفوضية النظر في هذه القضية بجدية من أجل انصاف جميع اللاجئين من دون تفضيل جنسية على أخرى وعدم وضع العراقيل أمام جنسيات بعينها بغرض تعطيلها وسكب المزيد من الملح على الجروح.!
-تقديم الخدمات الضرورية اللازمة وخاصة للاجئين السودانيين فى السجون الليبية ومتابعة سير ملفاتهم وعمل ما أمكن من تفويض دولي ممنوح لها لإطلاق سراحهم.
-يتوجب على المفوضية عدم التماطل والتسويف بقضية اللاجئين السودانيين فى ليبيا
-يرجى إيلاء الاهتمام اللازم لملفات اللاجئين السودانيين في ليبيا واحترامهم وتقديرهم مع مراعاة النظر للظروف القاسية التي عاشوها فى ظروف الحرب فى ديارهم مرورا” بمعاناة السفر عبر سهول الصحراء الليبية وختاما” بالظروف الصعبة التى يمرون بها حاليا” فى ليبيا.
-الاهتمام بكل الجنسيات على حد سواء لا على أساس التمايز الجغرافى.
رسالة عاجلة للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى حول العالم
-المجتمع الدولى لاسيما السودانى يتطلع الى لعب دور بارز للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى حول العالم لاتخاذ خطوات عاجلة لضمان سلامة اللاجئين السودانيين فى ليبيا وتقديم ما أمكن من دعم لهم حتى يتمكنوا من الاستفادة من حقوقهم التى كفلها لهم القانون الدولى الانسانى وقوانين اللجوء وفق المعايير الدولية.
-توفير الحماية اللازمة لكل اللاجئين وعدم التمييز بين جنسية وأخرى
-تكملة إجراءات ما تبقى منهم أسوة بالجنسيات الأخرى بالمعسكرات التى يخيمون فيها وتوطينهم فى دول تحترم حقوق الانسان وتكفل لهم ممارسة كافة حقوقهم الإنسانية.
-العمل الجاد للانتهاء من إجراءات اللاجئين السودانيين وتسوية ملفاتهم .