الخرطوم ــ صوت الهامش
أصدر الكاتب الصحفي السوداني، أحمد محمود كانم كتاباً جديداً باسم ”المسكوت عنه في السودان“ تأملات في واقع مرحلة ما بعد ثورة ديسمبر على ضوء ما جرى قبلها.
سلط الكاتب، الأضواء على ما كان يدور في الأروقة السياسية خلف الأبواب المغلقة في الفترة التي سبقت سقوط نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، وما تلتها من أحداث، وبعض المسكوت عنه منذ الحكومة الوطنية الأولى بزعامة (إسماعيل الأزهري، وعبد الله خليل، وإبراهيم عبود، وسر الختم الخليفة، وجعفر نميري، والصادق المهدي) والمجلس العسكري الانتقالي، وركز الكتاب في فترة حكومة الإنقاذ الدامية.
ويرى الكاتب أن المكونات العسكرية في السودان ”الجيش والشرطة والدعم السريع والأمن“ وجميع مشتقاتها الحالية بأنها أقرب إلى المليشيات، إذا ما اخضت للمفهوم العلمي لمعنى الجيش، ولما ظلت تمارسه من انتهاكات حقوق الإنسان ”جرائم الحرب والإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية“ خاصة في مناطق المهمشة؛ مثل دارفور وجبال النوبة وجنوب السودان ومذبحة الجزيرة أبا ومذبحة عنبر جودة، ومجزرة القيادة العامة للجيش السوداني بالخرطوم.
كما تناول الكاتب ما يراه غموضاً عما وصفها بالمؤامرات التي حيكت لتفتيت وتمزيق اللحمة السودانية وتسهيل احتلال اراضيه مع فضح دسائس ما وصفهم بالعملاء ضد الدولة السودانية.
بجانب خطط واستراتيجية التجمع العربي الذي أسسه السيد الراحل زعيم حزب الأمة القومي، الصادق المهدي.
كما تطرق إلى الإتفاقات المتعلقة بالتصنيع النووي والقنابل والمتفجرات الذي أبرمت في عهد النظام السابق.
إضافة إلى معسكرات التدريب وايواء الارهابيين الأجانب وانتشار السلاح والمليشيات والجنجويد التى جعلت من السودان بؤرة خصبة للإرهاب وتصدير المرتزقة.
وتطرق أيضاً الكتاب إلى مسائل العبودية وتجارة الرقيق والتطهير العرقي وحرب الاغتصابات الجماعية والفردية والتدمير الممهنج التي مورست ضمن عمليات التغيير الديمغرافي، إضافة إلى الإعدامات العنصرية والجهوية وأنواع التعذيب فى السجون وبيوت الاشباح، وملفات الفساد الاقتصادية والاجتماعية والإدارية والسياسية والاعلامية والدينية؛وفساد الإدارات الاهلية، وانتهاك حقوق الطلاب من تعذيبهم واعدامهم زورًا وبهتانًا،
كما وقف الكاتب طويلاً حول ملف انشقاقات الحركات المسلحة والاغتيالات والتعذيب والانتهاكات التى رافقت مسيرة الكثير منها.
وعرج الكتاب على الانتهاكات الجسيمة والاضطهاد الممنهج ضد للاجئيين السودانيين في الدول المضيفة وخبايا المفوضية السامية للأمم المتحدة للشؤون اللاجئين.
وأخيرًا وقف على واقع ما بعد ثورة ديسمبر بدءاً بالمجلس العسكري الانتقالي ومشاركة قوى إعلان الحرية والتغيير، ووضع الجبهة الثورية والدعم السريع والشرطة وقوات الأمن وكتائب الظل والتنظيمات السياسية خلال المراحل المصاحبة لتلك التغييرات.
وإعتبر الصحفي السوداني، الدومة حنظل الكتاب مصدر ثري للمعلومات المسكوتة عنها في السودان، وهو مرجع قوي لكشف الحقائق لأي مهتم بالشأن السوداني خاصة في مجالات حقوق الإنسان.
وكانت دار جزيرة الورد للطباعة والنشر قد أصدرت كتاب المسكوت عنه في السودان الثلاثاء 26 يناير 2021 في العاصمة المصرية القاهرة، وهو الكتاب الثالث للكاتب بعد مجموتة شعرية باسم ”أسواق الرقيق“ وروايته ”لهيب الأرض“.