بذات المحاكمة التي تحمل في طياتها النفس العنصري البغيض، ونفس التشابه في إنعدام العدل ومجريات التحقيق المشبوهه في إنتزاع إعتراف قصري تحت التعذيب من قوى جهاز الأمن الملطخ بالدماء حتى أخمس قدميه. ليحكمه القضاء بالموت شنقا وفق الإعتراف المنتزع وضد الإجراءات العدليه المعهوده.
كل شئ قد كان سياسيا بحت لتكتمل الميلدراما من قبل أسرة القتيل التي لا تمتلك أدنى قدر من الروح الإنسانيه السودانيه المتفرده في إنسانيتها وثقافتها التي ترفض حق القصاص في تماشي مع قيمها ومبادئها النادرة عند الشعوب. وخير وأقرب مثال والد قتيلة عطبرة صاحبة البوتيك الذي إقتالها شاب فقط لتضوروه جوعا ، فقد مثل هذا الوالد السوداني الأصيل موقفا سودانيا خالصا بعفوه عن القتيل في داخل قاعة المحكمة ويترك الجميع مشدوها بما فيهم القاضي الذي إعتاد إصدار أحكام الإعدام. لكن عندما قال الوالد وتقديرا للأوضاع الإقتصاديه التي تمر بها البلاد : أن القاتل كان جائعا ومن تذوق إحساس الجوع سيعرف ما كان يمر به القاتل أو كما قال لينفجر القاتل باكيا ويذهل الجميع ولتتحول الجلسة وكل سابقاتها لمحاكمة لنظام المؤتمر الوطني الذي هو السبب الرئيسي للجريمة وهو من مهد لها البيئة لوقوعها.
هنا أنوه الآديب الراحل / الطيب صالح صاحب سؤال : من أين أتى هؤلاء ؟
ولكل من تسآل يوما عن غرابة سلوك أعضاء المؤتمر الوطني :
أقول: إنهم أتو من صلب هؤلاء!! من هكذا أسرة …تطالب بالقصاص وهي تعلم جيدا ماهية الإجراءات التي أتبعت في المحاكمة، وتعلم جيدا كيف أنتزع الإعتراف من بقاري، وتعلم كل مفاصل القضيه التي تشير كل الدلائل إلى براءة بقاري وفوق ذلك تطالب بالقصاص جورا وبحكم القوى المتمكن في السلطة.
لكن نقول ولتعلم جيدا كل أسرة لديها إبن/ة في هذا النظام أو كانت كلها تنتمي إليه أو إنتفعت منه يوما ، فلتعلم أننا عندما نثور لإقتلاع هذا الطاغوت ونقيم محاكم العدل وقتها سننزع حس الإنسانيه جانبا وننظر فقط من زاوية الظلم الذي حاق بهذا الشعب في كل بقعة فيه من شرقه إلى غربه ومن جنوبه إلى شماله وكل بمقدار ما إقترف. ولن تكون هذه المحاكمات لأصحاب الفعل المباشر فقط بل للمنتفعين منهم بغير المباشر من الفعل. وسوف ندككم دكا ونزلزل الأرض من تحت أقدامكم حتى تعلموا ماهية الرحمة.
فلا مناص سوى إسقاط النظام
ولاتفاوض مع القتلة
ولن يستقيم حال البلد حتى نشهد كل هؤلاء معلقين على مشانق العدل.
عمادالدين عثمان الزين
imadelzean@yahoo.com