كولورادو: صوت الهامش
نشر موقع “كروكس ناو” الإخباري تقريرا حول القديسة الدارفورية جوزفين بخيتة، أكد فيه أن الكنيسة تستشهد بها كنموذج إنساني من عالمنا المعاصر جدير بأن يعين البشرية في مكافحة جحافل الظلام واليأس.
ونوه التقرير الذي اطلعت عليه (صوت الهامش) ،عن أنه وفي عام 2007، أصدر البابا بنديكت السادس عشر مرسوما يتعلق بقوة الأمل والعمل على الخلاص. وتحت عنوان “نفس أنقذها الأمل” وصف البابا صداقته الروحية الوثيقة بالقديسة جوزفين بخيتة.
وفي كنيسة عالمية فقط يمكن لـ بابا من بافاريا له طابع الأساتذة الأكاديميين أن يقدم تكريسا لامرأة كانت أَمَة (جارية) سودانية ثم باتت أختا إيطالية … حقا إن الكنيسة الكاثوليكية تضفي صفة التعددية على “التعددية الثقافية”.
وعندما تمتلك الكنيسة الشجاعة لكي تمارس تعدديتها الثقافية على نحو يؤكد هويتها الكاثوليكية، فإنها بذلك إنما تثري نفسها بتنوع شهودها. إن الكنيسة بذلك يمكن أن تصبح منهلا لدروس نابضة للبشرية حول الكرامة الإنسانية والخير والأمل. كما أن الكنيسة بذلك تضفي مصداقية على أستاذيتها وأمومتها للبشرية عبر تعددية المساهمات من جانب أعضاء متنوعي المشارب والأعراق والأجناس واللغات.
مثال ذلك، القديسة جوزفين، التي ولدت لعائلة مهمة في إقليم دارفور بالسودان عام 1869. وعندما كانت في التاسعة من عمرها تعرضت للاختطاف وبيعت في سوق الرقيق. وتعرضت لانتهاكات وسوء معاملة وبيعت خمس مرات في أسواق النخاسة بالسودان. وانطبعت حياتها بطابع الوحشية الشديدة وحمل جسدها 144 ندبة من آثار الضرب.
وفي عام 1882، اشتراها تاجر إيطالي وأحضرها إلى مدينة البندقية. وفيها وصل إلى سمع جوزفين نبأ الرب يسوع. وقد امتلأت جوزفين رغبة في معرفة المزيد عن هذا السيد الطيب والرب الحبيب.
وحصلت جوزفين على حريتها بموجب القانون الإيطالي وسعت إلى اعتناق المسيحية حيث فهمت حريتها الأرضية. وعبر تلك الحرية استطاعت جوزفين أن تنعم في الحرية الروحية التي وجدتها في السيد المسيح الذي أحبها وكرس لها ذاته.
وقد اتخذت هذه المرأة اسم “جوزفين” إبان تعميدها؛ ذلك أنها لم تتمكن من أن تتذكر اسمها القبلي؛ ذلك أن العبيد لا يحملون أسماءً وإنما أشار إليها تجار العبيد باسم “بخيتة” والتي تعني “محظوظة”.
وعلى امتداد حياتها، كانت جوزفين تقبّل جرن المعمودية وتقول للناس: “هنا، هنا، أصبحتُ بنتا للرب”… لقد حملت رسالتها كمسيحية وسعت إلى أن تملأ كل أفعالها بالأمل والمحبة.
ثم حثت جوزفين خطواتها إلى الدير وأصبحت أختا.
وبتواضع عملت كـشيالة وكانت معروفة بابتسامتها المشرقة وروحها الطيبة… كما شاركت قصة حياتها الأليمة للناس من أنحاء إيطاليا وساعدتهم في فهم حقيقة الاتجار بالبشر وما ينطوي عليه ذلك من بربرية.
وعندما اقتربت نهاية حياتها، كانت جوزفين تردد قائلة: “كونوا طيبين، أحبوا الرب، صلوا من أجل أولئك الذين لا يعرفونه. كم هي نعمة كبرى أن تعرفوا الرب.”
وفي عام 1947، وبينما كانت الأخت جوزفين على فراش الموت، كانت تتراءى لها خيالات من أيام عبوديتها، فكانت تصرخ منادية بفك قيودها، فكانت الأخوات تخففن عنها بأفعال ملؤها المحبة والإيمان … لقد رأت جوزفين وجه “يسوعها الحبيب” وهي تموت ووجدت عزاءها في حريتها وفي الفرح الذي عثرت عليه في يسوع المسيح.
لقد تغلبت القديسة جوزفين على آلامها وعلى الظلام الكامن في الشر. لقد ورثت الأرض وتحررت. لقد رأت الأمل المشرق في يسوع المسيح.
وبالطبع، ليس البابا بنديكت وحده المرتبط روحيا بالقديسة جوزفين؛ البابا فرانسيس، الأرجنتيني ذو الطابع الرعوي، هو أيضا تربطه مودة روحية بالغة بالقديسة السودانية جوزفين بخيتة.
وفي وقت سابق من العام الجاري، تحدث البابا فرانسيس أمام مسؤولين حكوميين حول العالم عن القديسة بخيتة ولفت انتباها خاصا إلى الاتجار بالبشر والأطفال منهم على وجه الخصوص. وأكد البابا أنه “لا يجب ادخار أي جهد للقضاء على هذه الجريمة التي لا تغتفر.”
وأشار البابا فرنسيس، إلى أن القديسة جوزفين “الشابة التي تعرضت للاستعباد في أفريقيا، وتم استغلالها وإهانتها” لم تستسلم أبدا ولم تفقد الأمل.
واستمر البابا فرانسيس متحدثا عن نموذج القديسة السودانية بخيتة بينما يمسك بيده كتيبا يحمل صورتها، إن مثال القديسة جوزفين بخيتة يهب قدرة على مواجهة شرور الاتجار بالبشر والتمييز العنصري.
5 تعليقات
بخيتة دي سمعنا بها كثيرا منذ سنين وسيرتها متداولة،بتقول سيرتها أنها من دارفور،لاي القبائل الزنجية تنتمي؟
أولا هذه الصفحة ان بخيتة اضطرت على المسيحية بعبوديتا وليست خيارها
حقيقا القديسة جوزفينا نموذجا انسانيا يستشهد بها ولكن لغياب التاريخ الحقيقي طوال التاريخ المشوه السوداني بخيته هي من جنوب دارفور (شرق نيالا من مكون الداجو الشهير في السودان ويذكر انها اول قبيله تسكن دارفور)
انا من داجو من دارفور نيالا من جنون نيالا
حقيقا القديسة جوزفينا نموذجا انسانيا يستشهد بها ولكن لغياب التاريخ الحقيقي طوال التاريخ المشوه السوداني بخيته هي من جنوب دارفور (شرق نيالا من مكون الداجو الشهير في السودان ويذكر انها اول قبيله تسكن دارفور