لندن _ صوت الهامش
كتبت صحيفة الغارديان في عددها الصادر في الثاني من مايو متسائلة عن مستقبل الإسلاميين في السودان، وذكرت أنه بينما وصل أعضاء من حزب المؤتمر الشعبي إلى اجتماع في الخرطوم عصر السبت استقبلوا بالإهانة من قبل جماعات من المتظاهرين وبهتافات “لا للإسلاميين”.
في المشاجرات التي لحقت ذلك، تراشق الطرفان بالحجارة ما أسفر عن إصابة العشرات واعتقال أكثر من مئة. في هذا الشأن، قال عضو الحزب قصي عبد الله أنّ بعض المعتدين أحضروا معهم الوقود ليحرقوا كل من في القاعة. أضاف، “لكنّنا دافعنا عن أنفسنا برمي الحجارة عليهم. أعتقد أنّ بعضهم أراد قتلنا.”
وقالت الغارديان إنها لم تكن هذه حادثة منفصلة ففي أعقاب سقوط عمر البشير في أبريل ١١ أصبح دور الأحزاب الإسلامية السودانية تحت المجهر علماً أنّ هذه الأحزاب لطالما كانت دعامة لنظام البشير.
ففي يوم الجمعة طالب المصلون في جامع أنس ابن مالك في شارع امتداد ناصر في ولاية الخرطوم بمغادرة ناجي عبد الله وهو عضو بارز في حزب المؤتمر الشعبي بعد أن استنكر المظاهرات في خطاب له في نهاية خطبة الجمعة.
يرى المراقبون أنّ التأثير الطويل للإسلاميين السياسيين في السودان يواجه تحديات لم يشهدها قبلاً. هذه حقيقة تربك الأحزاب الإسلامية من أنّ المفاوضات الجارية بين الجيش من جهة والحرية والتغيير من جهة أخرى ستتركها في موقف لا تحسد عليه.
وأشارت الغارديان أنّ الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي علي الحاج صرّح نهار الأحد بأنّ الحزب غير ملزم بأي اتفاق ليس جزءاً منه في تعليق له على المشاورات الجارية من أجل مجلس مدني عسكري مشترك ليقود الانتقال السياسي بعد مرحلة البشير.
وأضاف، “لن نقبل بأي اتفاق يستثني القوى السياسية الأخرى. هذا الموقف المبدئي.”
وروت الصحيفة قصة مؤسس الحزب حسن عبد الله الترابي وهو محامي وعالم إسلامي توفي عام 2016. فرض الترابي قوانين الشريعة الإسلامية في عام 1983 ثم أعان البشير على الوصول إلى السلطة في عام 1989 بالتحالف مع الإسلاميين وقد بذل جهوداً حثيثة لتحويل السودان إلى مركز إسلامي.
ثم بعد انفصال البشير والترابي في نهاية الـ 1990 أسّس الأخير الحزب المعارض الخاص به لكن في السنوات القليلة الماضية لم يعارض الترابي ولا
حزب المؤتمر الشعبي نظام البشير لا بل ظلا جزءاً من التحالف الحاكم حتى الإطاحة به في هذا الشهر.
ويرى المحلل حافظ إسماعيل كما آخرون أنّ سقوط البشير إخفاقاً كبيراً للأحزاب الإسلامية السودانية. ويضيف: “قبل الانقلاب في عام 1989 كان الشعار أنّ الإسلام هو الحل ولكن بعد 30 عاماً في السلطة و30 عاماً من الفساد والقتل لا يمكنهم أن يدّعوا الأخلاق بعد الآن.”