(أحمد حسين آدم وآشلي روبنسن)
(ترجمة معتصم الحارث الضوّي)
اكتسبت حركة الاحتجاج التي اندلعت مجددا حيوية ملموسة إثر توحد الآلاف من الشباب في كافة أرجاء البلاد ضد الحكومة، وشهد الأسبوع الماضي اعتقال طالبين آخرين انضما إلى العشرات ممن سبقوا من المعتقلين، وذلك بعد اندلاع المظاهرات احتجاجا على الهجمات على المدنيين في غرب وجنوب دارفور.
أصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش بيانا بمناسبة الاعتقالات، وحذرت فيه قائلة “يشن السودان حملة على النشطاء والطلاب وامتد الأمر ليصل المحامين، مستخدما فيها تكتيكات تعسفية وأساليب يلجأ إليها قطاع الطرق”.
اجتاحت العاصمة موجة من الاضطرابات التي نُسق لها عبر خدمة الرسائل المشفرة WhatsApp وعلى وسائل التواصل الاجتماعي بعد مقتل اثنين من الشبان في هجمات مستقلة على الحرم الجامعي من قبل القوات الموالية لحكومة عمر البشير.
لقي الطالب أبو بكر حسن، الذي يبلغ من العمر 18 عاما، مصرعه بطلقات نارية إثر مشاركته في مسيرة في جامعة كردفان عقب ترشيح نفسه لرئاسة اتحاد الطلاب، وتقصف الحكومة حاليا المنطقة في محاولة لسحق الجماعات المتمردة الناشطة فيها.
بعد أيام قلائل من تلك الواقعة، سقط الطالب محمد الصادق، البالغ من العمر 19 سنة في فعالية تحتفي بثقافة النوبة عندما أطلقت ميشليات طلابية مسلحة موالية للحزب الوطني الحاكم النار على الحضور.
يُعد السودان من البلدان التي تتسم بعدم تسامح وعنف بالغ في مواجهة المعارضة، ولذا فإن مظاهر التعبير عن الاستياء الجماهيري تُعد ظاهرة نادرة. في سبتمبر 2013 تظاهر الآلاف من المناهضين للحكومة في مسيرات استلهمت حركات الربيع العربي، ولكن الحكومة ردت بقتل ما يقارب مئتي مدني، ويُثار أن الكثيرين منهم أُصيبوا بطلقات موجهة إلى الجبهة.
في وقت لاحق عقب المظاهرات اعتقلت السلطات أكثر من 800 شخص، وبصفة خاصة من الدارفوريين، والذين تعرضوا للتعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة.
رغم أن ذكريات تلك المرحلة ما زالت ماثلة في أذهان الكثيرين، إلا أنه بحسب محمد صلاح، القيادي في الجناح الطلابي للحزب الشيوعي السوداني بجامعة الخرطوم فإنه يوجد عدد متزايد من “المبادرات لوحدة الصف والتضامن مع طلاب دارفور، وبينهم وبين رصفائهم في المناطق الأخرى التي عصفت بها الحرب”.
تعالت أصوات الطلاب في الخرطوم، وفي جامعتي الفاشر ونيالا في دارفور، وكسلا في شرق السودان، بالاعتراض على الأوضاع الراهنة، وبهدف تحقيق وحدة بين الفصائل المهمشة من غير العرب.
بعد مقتل الطالب علي أبكر أثناء مشاركته في احتجاج سلمي بدارفور العام الماضي، تظاهرات أعداد غفيرة من الطلاب لتبعث للنظام رسالة بأننا “كلنا أبناء دارفور”، ويضيف صلاح “أوضحوا للنظام أن الأمة بأكملها ترفض الاستهداف الدموي للطلاب الدارفوريين”. ويختم بقوله “لقد أضحى الطلاب الدارفوريين قلب وروح المقاومة”.
وفقا لآدم موسى، القيادي في رابطة اتحادات طلاب دارفور، فإن 23 طالبا قتلوا منذ اعتلاء النظام سدة الحكم عبر انقلاب سنة 1989، ومنهم 16 من ولاية دارفور التي مزقتها الحرب.
“أثقُ بأن الوضع سيتغير لا محالة عندما تصل الأمور إلى نقطة اللاعودة، وبأننا سننجح في تغيير النظام”، وأضاف قائلا “لقد حان الوقت لتوحيد الجهود والعمل معا لتحقيق هذا الهدف.”
*زميل زائر بمعهد التنمية الإفريقي بجامعة كورنيل الامريكية
* خبيرة حقوق الإنسان وشؤون السياسات العامة