مكي ابراهيم مكي
صدمنا خلال اليومين الماضيين بمشاهد الفيديوهات المروعة التي انتشرت في فضاءات (السوشل ميديا) لعمليات اختطاف وتعذيب السودانيين في ليبيا، والتي أتضح من خلالها قيام بعض السودانيين والليبيين بعمليات تعذيب وحشية ممنهجة ضد بعض من ابناء السودان الذين أجبرتهم ظروف الحرب في بلادنا للفرار بجلدهم من وطأة المعاناة، فأوقعهم حظهم العاثر في ايادي هولاء المتوحشين من تجار البشر..!!
وخلال يوميين متواصلين استطاع الاخ (عبد الرحمن دقيس) بمجهودات مقدرة لفك طلاسم خيوط بيع وتجارة السودانيين في ليبيا، واتضح بان مجموعة من السودانيين نافذين ما بين الخرطوم وليبيا يديرون هذه الاعمال بمساعدة الليبين ومن ضمنهم شخص يدعى ياسر عبد الله السماني الملقب((ويكي)) من منطقة طابت الشيخ عبد المحمود وشقيقه خالد السماني المقيم في الخرطوم، وهو بمثابة وكيله في السودان مشرفا علي أعمال التنسيق مع اهل الضحايا حيث يقوم بالتفاوض مع اهل الضحايا إستلام اموال الفدية من داخل احدي مكاتبهم بالخرطوم .
وهذه الفيديوهات المعروضة يكشف لنا حجم المؤامرة المأساة التي تعيشها بلادنا، و المكالمات التي جرت بين (خالد)وشقيقه (ياسر) لاستلام بعضا من الأموال كفدية لمخطوفين آخرين..!!
للأسف أن هذه الجريمة ضد الإنسانية لن يعاقب عليها هؤلاء السودانيين الذين هم جزء أصيل في التخطيط والاستفادة من هذه الأموال الضخمة، حيث أن العقلية التي توارثها ياسر السماني، وشقيقه خالد وأمثالهم كثر هي عقلية “النخاسين” من تجار الرقيق منذ بداية عهد الزبير باشا وحتى نظام الابادة الجماعية الذي يحكم الان.
ان عقلية النخاسة التي لن تنتهي والتي ينتهجها نظام الدولة السودانية الحالية هو الذي يسمح لهذه الجرائم في الازدهار والتمدد، وهو الذي يؤكد ان مرتكبيها لن يحاسبوا لأنهم محميين بمنظومة كاملة وعقلية وذهنية لا تجد أي جرم في استعباد واستغلال الناس الذين ولدوا وسيظلوا أحرارا.
التحية للأخ دقيس مرة أخرى على هذا الكشف الهام والذي سيكون له تأثير كبير في كشف الغطاء عن هذه الممارسات الإجرامية وعقلية التي تسيطر على الدولة السودانية.
Makki Makki
01/24/2018