لندن _ صوت الهامش
طالبت منظمة العفو الدولية بشكلٍ قاطع ٍ من السلطات السودانية وضع حدٍ للتدابير المتخذة في ظل حالة الطوارئ، لسحق المعارضة بعنف وسط الاحتجاجات الجارية في جميع أنحاء البلاد في البلاد.
وقالت المنظمة في بيان لها على لسان “جوان نيانيوكي” -مديرة منظمة العفو الدولية لشرق أفريقيا والقرن الأفريقي والبحيرات الكبرى- بأنه يتعين على السلطات السودانية أن توقف على الفور هذه الحملة الوحشية على الشعب السوداني بعد إعلان حالة الطوارئ، وهو أمرٌ يبعث على القلق.
ويفيد التقرير الذي اطلعت عليه “صوت الهامش” بأنه بعد إعلان حالة الطوارئ يوم الجمعة الماضي، قامت الحكومة بنشر أعداد كبيرة من قوات الأمن – بما في ذلك الجيش – لاستهداف المحتجين.
وتشهد البلاد اليوم الثلاثاء احتشاد الآلاف من السودانيين في أنحاء مختلفة من البلاد، وذلك بعدهجوم ضباط الأمن أمس الإثنين على “جامعة الأحفاد” للنساء في “أم درمان” لتفريق الطلاب باستخدام الغاز المسيل للدموع والضرب.
وكشفت “نيانيوكي” أن السلطات السودانية تستخدم حالة الطوارئ لتبرير زيادة استخدام الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين، وتعذيب المعتقلين دون أي ضوابط.
وأضافت “ويجب على حكومة السودان أن تتوقف فوراً عن استخدام هذه الإجراءات المفرطة في ظل حالة الطوارئ لترهيب الشعب السوداني، ومنعه من ممارسة حريته في التعبير. فمن حق الناس الاحتجاج على الأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في البلاد “.
وفي ذات السياق، أطلقت قوات الأمن يوم الأحد الماضي الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع على المتظاهرين في العاصمة ” الخرطوم” مما أسفر عن إصابة ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص.
كما اقتحمت مجموعة أخرى من الضباط حرم جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا في الخرطوم حيث كان الطلاب يحتجون سلمياً، فأطلقوا الغاز المسيل للدموع على غرف التدريس، وتعدّوا بالضرب على الطلاب، واعتقلوا العشرات منهم.
وشهد السبت الماضي، اقتحام قوات الأمن مسكن الأطباء بالقرب من مستشفى الخرطوم التعليمي، واعتدي على الأطباء واعتقل أكثر من 40 منهم بتهمة تنظيم الاحتجاجات.
ونوهت المنظمة على ضرورة أن يضمن الأمن سلامة المحتجين في الشوارع، وأن تتوقف فوراً هجمات قوات الأمن على المتظاهرين والاحتجاز التعسفي والتعذيب.
وطالبت “جوان نيانيوكي” بـ: “السماح للذين يحتجون بشكل سلمي في الشوارع بالإدلاء بأصواتهم ، ويجب أن تتوقف فوراً هجمات قوات الأمن على المتظاهرين والاحتجاز التعسفي والتعذيب”.
وتجدر الإشارة إلى أنه منذ بدء الاحتجاجات الشعبية المناهضة للحكومة في 19 ديسمبر 2018 ، تحققت منظمة العفو الدولية وسجلت أكثر من 45 حالة وفاة وأكثر من 180 شخصًا جرحوا، كما يقول مسؤولون حكوميون إن أكثر من 2600 شخص قد تم اعتقالهم واحتجازهم خلال الاحتجاجات الجارية.