الخرطوم – صوت الهامش
ناشدت حركة العدل والمساواة المنظمات الإنسانية الدولية والحقوقية إلى التدخل العاجل لإنهاء معاناة السودانيين المحتجزين في سجن تاجوراء وكل السجون الليبية والعمل على إطلاق سراحهم فورًا.
ونوهت الحركة في بيان لها، اطلعت عليه (صوت الهامش) ، عن انتظام أكثر من 1500 مهاجر سوداني بسجن تاجوراء الليبي في إضراب عن الطعام منذ يوم 6 يوليو الجاري وحتى تاريخه، وذلك احتجاجا على الأوضاع المأساوية وعلى المعاملة الوحشية واللإنسانية التي تمارسها عليهم سلطات السجن منذ أكثر من عام.
وكان هؤلاء السودانيين قد ألقي القبض عليهم بينما كانوا في عرض البحر في طريق هجرتهم إلى أوروبا، دون جرم اقترفوه ودون توجيه تهمة لهم أو تقديمهم للمحاكمات.
ودعت الحركة في بيانها الاتحاد الأوروبي إلى مراجعة سياساته بشأن الهجرة المسماة غير الشرعية؛ مؤكدة أن هؤلاء المهاجرين هم ضحايا للأزمات والحروب الناتجة عن سوء إدارة بلادهم ونتاج لبطش حكامهم وسياساتهم القمعية وفشلهم الاقتصادي ما أجبر هؤلاء على الهرب طلبا للأمن والتماسا للحياة الكريمة.
وأكد البيان أن نظام الإبادة الجماعية في السودان هو سبب رئيسي في هجرة السودانيين، وأن قيادات هذا النظام الفاسدة تعمل في الاتجار بالبشر المدرّ لأموال طائلة.
ورأى البيان أن السياسات التي يتبناها الاتحاد الأوروبي تجاه موضوع الهجرة غير الشرعية أسهمت في تعقيد أوضاع المهاجرين في ليبيا.
ولفت البيان إلى قيام سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى طرابلس بتقديم مبلغ7 ملايين يورو لحكومة طرابلس لمحاربة الهجرة غير الشرعية في ليبيا، وكذلك تقديم إيطاليا دعمًا لوجستيا في شكل زوارق سريعة لخفر السواحل الليبي لمطاردة المهاجرين في عرض البحر.
إلى ذلك، رصد البيان تخطيط الاتحاد الأوربي لإنشاء “نقاط إنزال” للمهاجرين خارج الاتحاد الأوروبي معيبة وقاصرة عن معالجة أوضاع المهاجرين لأن هذه الخطط تكتفي بتقديم الدعم ولا تتابع أوجه صرفه، ولا تراقب مصير المهاجرين وتتركهم للسلطات المحلية الليبية التي، بغية الحصول علي الدعم الأوربي واستدامته، تقوم بالزج بالمهاجرين في غياهب السجون لأجل غير مسمى دون محاكمات حيث يتخطفهم الموت جرّاء التعذيب و المرض وسوء التغذية والمعاملة المهينة.
وطالبت حركة العدل والمساواة كلا من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي بالاضطلاع بمسئولياتها والعمل على تحرير المهاجرين الافارقة في السجون الليبية بصورة عاجلة، والقيام بعمليات إخلاء طارئة لمراكز الاحتجاز.
كما دعت الحركة إلى تشييد معسكرات نموذجية مفتوحة لإيواء المهاجرين في ليبيا تدار تحت إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وتقدم العون للمهاجرين وتسهم في توطينهم في البلدان الراغبة، وتنظيم عمليات إجلاء وإعادة للراغبين من المهاجرين الي بلدانهم الأصلية بما يحفظ حياتهم ويصون كرامتهم.
وفي يناير الماضي احتجزت عصابة مسلحة ليبية ثمانية مهاجرين سودانيين ، وجري تعزيبهم بطريقة وحشية من أجل حصول فدية لإطلاق سراحهم ، إلا أن قوات الأمن في مدينة سرت تمكنت من اعتقال الخاطفين .
وهذا وظل المهاجرين الأفارقة في ليبيا، عرضة للاختطاف من قبل العصابات الإجرامية التي تعمل في تجارة البشر، مستغلة الفوضي الأمنية التي تشهدها ليبيا منذ عدة سنوات.