التحية مجددا للشعب السوداني المقدام الذي يثبت مرة أخري أنه مُعلّم الشعوب ويقدّم إنموذجا متفردا في التلاحم من خلال عصيان مدني واعي ومنظّم هزَّ عرش الطغاة وأقلق مضاجع النظام السوداني الذي عجز عن تدبير الشأن الوطني
إن الثورة الشعبية إكتملت أشراطها ولاحت بشائرها بعد أن إستحكمت حلقات الضيق حول عنق الوطن المكلوم
إن الفعل الثوري السلمي الماثل ثمرة لجهد الشعب المصادم بقطاعاته المختلفة وكسب وطني خالص إبتدرته القوي الشبابية والمدنية الحديثة بدعم وتأييد كبيرين من المعارضة السودانية في الداخل والخارج بتشكيلاتها المختلفة
إن البلاد تعيش لحظة فارقة في تاريخها تتطلب الوحدة والتوحد والقفز فوق الاجندات الحزبية والتجمعات الجبهوية والقيود الايدولوجية. إن القوي السياسية السودانية بمختلف توجهاتها وعبر الحقب التاريخية المختلفة وفي المنعطفات المهمة تميزت دوما بالمرونة والقدرة علي إستيعاب التباينات الحزبية والمؤسساتية والمناطقية لأجل الوطن. إن من الخطل بمكان إستسهال أمر الاطاحة بالنظام الجاثم علي صدر الوطن لاكثر من سبعة وعشرين سنة وعلينا جميعا تحويل الامال والامنيات الي رصيد إيجابي وفعل مدروس وتعزيز سلاح العصيان المدني لنعيد إنتاج هبة سبتمبر المجيدة بوجه جديد تتوافر له مقومات الاستمرارية والفعالية أساسه التدبير الراشد والتنسيق المتقدم.
إن الحاجة ماسة لتأطير مبادرات التنسيق التي أطلقتها أطراف عديدة حول قضايا الثورة الشعبية وصهرها في ماعون واحد تحقيقا للتناغم والانسجام علي مستوي الخطاب الاعلامي والسياسي ولتحشيد الجهود وتنظيم الحراك الشعبي القاعدي وتمتين التواصل الرأسي بين القيادة والجماهير والتنسيق الافقي بين القواعد الشعبية علي مستوي السكن او المنشأة او القطاع لضمان الدفق والتدافع والفعالية والاستمرارية ولاجتراح أدوات التغيير الملائمة بتطوّر وتقدٌّم مراحل الثورة ولتحقيق التنوع مهنيا وفئويا ومقابلة تحديات اسقاط النظام المالية واللوجستية وتوفير الدعم الاقليمي والدولي
النازحين في المعسكرات وتلاميذ المدارس وطلاب الجامعات والبسطاء والغلابة من القطاعات الشعبية المطحونة بنار الاتاوات والمكتوية بنيران الفساد والمهنيين والعمال المهضومة حقوقهم والوطن النازف جرحه إحترابا وإنتهاكا ينادينا جميعا لتبني موقف نضالي موحد يتسامي فوق الانتماءات فلا صوت يعلو فوق صوت التغيير ولاستدامة شعلة الثورة فأن الجميع مطالب بالتنسيق والتدافع المنهجي والمدروس
إننا في حركة العدل والمساواة إذ نصدر هذا البيان ندعو الي التالي
1-نناشد القوي السياسية وفي مقدمتها الرفاق في نداء السودان والجبهة الثورية السودانية وتحالف قوي الاجماع وتحالف قوي المستقبل والتحالفات الكبيرة وتنسيقيات المجتمع المدني وتحالفات المعارضة والتيارات الشبابية الثورية وتشكيلات النازحين والنقابات العمالية الحرة الي تشكيل هيكل تنسيق أعلي لمقابلة تحديات إسقاط النظام عبر الثورة المدنية
2-تبني خطاب إعلامي وسياسي موحد لتحقيق التناغم والانسجام اللازم ولتكن بداية ذلك بيان يصدره قادة القوي السياسية السودانية المعارضة كترجمان صادق وجهد جماعي دافع لمسارات التغيير المأمول
وانها لثورة حتي النصر
محمد زكريا فرج الله
نائب الأمين السياسي حركة العدل والمساواة السودانية
30نوفمبر2016